نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 184
ويتمسك بالآية الشريفة التي تأمر
بالكفر بالطاغوت، ومن ثمَّ ينصب (الفقهاء) قضاة وحكاماً للناس، فلو ألغي الإمام
المتأخر هذا الحكم، ولم ينصب حاكماً وقاضياً آخر، فما هو تكليف المسلمين؟ ولمن يجب
عليهم الرجوع في الاختلافات والمنازعات؟ هل يرجعون إلى الفساق والظلمة، والذي هو
رجوع إلى الطاغوت، ومخالف لأمر الله؟ أم يبقون دون مرجع وملجأ، وتعمّ الفوضى؟
وليفعل كل امرئ ما يريد من اكل حق، أو سرقة أو سواها؟
ثالثا ـ صفات الأئمة:
بناء على العدالة والحكمة الإلهية التي تضع كل شيء في موضعه المناسب،
وتوفر له من المزايا والخصائص والكمالات ما يحتاجه لأداء وظيفته، كما قال تعالى: ﴿
رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ﴾ [طه: 50]؛
فقد شاءت حكمة الله تعالى أن يتوفر أئمة الهدى على الكثير من الصفات التي تؤهلهم
لأداء تلك الوظائف الخطيرة المناطة بهم في هداية الخلق، وحفظ الدين.
وقد جمع الله تعالى تلك الصفات في قوله: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ
أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا
يُوقِنُونَ﴾ [السجدة: 24]، وهي تعني توفر وصفين كبيرين تجتمع فيهما الكثير
من الصفات والخصائص:
أولهما: القدرة على الصبر والتضحية، وذلك يعني أن هؤلاء الأئمة يبذلون جهودا
مضاعفة في أداء تكاليفهم الشرعية، وبصورتها الكاملة، خلافا لسائر الناس.
ثانيهما: اليقين بآيات الله، وذلك يعني أن معارفهم الإيمانية ليست مجرد معارف
مكتسبة، وإنما هي ثمرة لليقين الذي رزقهم الله تعالى إياه بسبب إخلاصهم وصدقهم،
كما قال تعالى عن إبراهيم عليه السلام: ﴿وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ
مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ﴾
[الأنعام: 75]
نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 184