نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 190
والحسين؛ فيتصورون أن الإمام الحسن كان مسالما صابرا،
والإمام الحسين كان ثائرا محاربا.
وهذا وهم كبير؛ فكلا الإمامين إمامي هدى، وهذا يعني أنهما لا
يتصرفان بمزاجهما، ولا بهواهما، وإنما بما يرينه مناسبا للوقت والبيئة والظروف،
ولذلك لو أن الإمام الحسن عاش إلى أن رأى معاوية يترك الحكم ليزيد لقام ثائرا
عليه، مثلما فعل أخوه تماما.
وهكذا كان لكل إمام ظروفه الخاصة به، والتي تجعل منه مدرسة
قائمة بذاتها يمكن أن تستفيد منها في ظروفها المختلفة، وذلك ما يتيح لها البعد عن
الفتن مهما كان نوعها، لأن لديها من الهدي المرتبط بها ما يحفظها منها.
ومن الأحاديث الدالة على هذا:
[الحديث: 385] قيل للإمام الصادق: أيما أفضل الحسن أم الحسين؟ فقال:
(إنّ فضل أولنا يُلحق بفضل آخرنا، وفضل آخرنا يُلحق بفضل أولنا، وكلٌّ له فضل)،
قيل له: جعلت فداك، وسّع عليّ في الجواب، فإني والله ما سألتك إلا مرتادا، فقال:
(نحن من شجرة طيبّة، برأنا الله من طينة واحدة، فضلنا من الله وعلمنا من عند الله،
ونحن أمناؤه على خلقه والدعاة إلى دينه، أزيدك يا زيد؟!)، قيل: نعم، فقال: (خلْقنا
واحدٌ وعلمنا واحدٌ وفضلنا واحدٌ وكلنا واحدٌ عند الله تعالى)، فقال: أخبرني
بعدتكم، فقال: (نحن اثنا عشر هكذا حول عرش ربنا عزّ وجلّ في مبتدأ خلقنا، أولنا
محمد وأوسطنا محمد وآخرنا محمد)[1]
[الحديث: 386] قال الإمام الباقر: (لا يستكمل عبدٌ الإيمان، حتى
يعرف أنه يجري لآخرهم ما يجري لأولهم في الحجّة والطاعة، والحلال والحرام سواء،
ولمحمد a
والإمام علي فضلهما)[2]