نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 202
في ذلك لا ينكشف إلاّ بعد ظهوره كما لو لم ينكشف وجه الحكمة فيما أتاه
الخضر عليه السلام من خرق السفينة، وقتل الغلام، وإقامة الجدار لموسى عليه السلام
إلى وقت افتراقهما.. يا ابن الفضل: إنّ هذا الأمر أمر من (أمر) الله تعالى، وسرٌّ
من سرِّ الله، وغيب من غيب الله، ومتى علمنا أنه عز وجل حكيم صدقنا بأن أفعاله
كلها حكمة وإن كان وجهها غير منكشف)[1]
[الحديث:
416] قول
الإمام الصادق: (وكذلك القائم تمتد أيام غيبته ليصرِّح الحقُّ عن محضه، ويصفو
الإيمان من الكدر، بارتداد كلّ من كانت طينته خبيثة من الشيعة الذين يخشى عليهم
النفاق إذا أحسوا بالاستخلاف، والتمكين والأمن المنتشر في عهد القائم)، فقيل له: يا ابن رسول
الله، إنّ النواصب تزعم أن هذه الآية ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا
مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا
اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي
ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا﴾
[النور: 55]، نزلت في أبي بكر وعمر وعثمان وعلي قال: لا يهدي الله قلوب الناصبة،
متى كان الدين الذي ارتضاه الله ورسوله متمكناً بانتشار الأمن في الأمة وذهاب
الخوف من قلوبها، وارتفاع الشكّ من صدورها في عهد أحد من هؤلاء؟، وفي عهد الإمام
علي مع ارتداد المسلمين والفتن التي كانت تثور في أيامهم، والحروب التي كانت تنشب
بين الكفار وبينهم، ثم تلا الإمام الصادق: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ
الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ
نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ﴾ [يوسف:
110]، وأما العبد الصالح الخضر فإنّ الله تبارك وتعالى ما طوّل عمره لنبوةٍ قدّرها
له، ولا لكتابٍ ينزله عليه، ولا لشريعةٍ ينسخ بها شريعة من كان قبلها من الأنبياء،
ولا لإمامةٍ يلزم عباده الاقتداء بها، ولا لطاعةٍ يفرضها له، بلى، إنّ الله تبارك
وتعالى