responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 201

غيبتك نفت رقادي، وضيّقت عليّ مهادي، وأسرت مني راحة فؤادي.. سيدي، غيبتك أوصلت مصابي بفجائع الأبد، وفقد الواحد بعد الواحد، يفني الجمع والعدد، فما أحسّ بدمعةٍ ترقى من عيني، وأنين يفتر من صدري عن دوارج الرزايا، وسوالف البلايا، إلا مُثّل لعيني عن مصائب أعظمها وأفظعها، وتراقي أشدّها وأنكرها، ونوائب مخلوطة بغضبك، ونوازل معجونة بسخطك)، قال سدير: فاستطارت عقولنا ولهاً، وتصدّعت قلوبنا جزعاً من ذلك الخطب الهائل والحادث الغائل، وظننا أنه سمة لمكروهة قارعة، أو حلّت به من الدهر بائقةٌ، فقلنا:لا أبكى الله يا بن خير الورى عينيك، من أي حادثة تستنزف دمعتك، وتستمطر عبرتك؟، وأية حالة حتمت عليك هذا المأتم؟، فزفر الإمام الصادق زفرةً انتفخ منها جوفه، واشتدّ منها خوفه، وقال: (ويحكم، إني نظرت في كتاب الجفر صبيحة هذا اليوم ـ وهو الكتاب المشتمل على علم المنايا والبلايا والرزايا، وعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة، الذي خصّ الله به محمداً a والأئمة من بعده ـ وتأملت فيه مولد قائمنا وغيبته، وإبطاؤه وطول عمره، وبلوى المؤمنين به من بعده في ذلك الزمان، وتولّد الشكوك في قلوبهم من طول غيبته، وارتداد أكثرهم عن دينهم، وخلعهم ربقة الإسلام من أعناقهم، التي قال الله تقدّس ذكره: ﴿وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ﴾ [الإسراء: 13] يعني الولاية، فأخذتني الرقة، واستولت عليّ الأحزان)[1]

[الحديث: 415] عن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال: سمعت الصادق جعفر بن محمد يقول: إنّ لصاحب هذا الأمر غيبة لابدّ منها يرتاب فيها كل مبطل. فقلت ولِمَ، جعلت فداك؟ قال: لأمرٍ لم يؤذن لنا في كشفه لكم. قلت: فما وجه الحكمة في غيبته؟ قال: (وجه الحكمة في غيبته وجه الحكمة في غياب من تقدمه من حجج الله تعالى ذكره، إن وجه الحكمة


[1] بحار الأنوار: 51/220، وإكمال الدين.

نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 201
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست