نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 219
لكونه السبب في كل ما حصل للأمة من فتن.
[الحديث: 457] ونص الحديث هو ما روي عن ابن عباس أنه قال: لما حضر
رسول الله a، وفي البيت
رجال منهم عمر بن الخطاب، قال النبي a: (هلم أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده)، فقال عمر: إن النبي a قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن،
حسبنا كتاب الله؛ فاختلف أهل البيت فاختصموا، منهم من يقول: قربوا يكتب لكم النبي a كتاباً لن تضلوا بعده، ومنهم من يقول
ما قال عمر، فلما أكثروا اللغو، والاختلاف عند النبي a، قال رسول الله a: (قوموا)، قال عبيد الله: (راوي الحديث عن ابن عباس، وهو ابنه):
فكان ابن عباس يقول: (إن الرزية كل الرزية، ما حال بين رسول الله a وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من
اختلافهم، ولغطهم)[1]
ولا يعنينا هنا البحث عمن رمى رسول
الله a بالهجر الذي يعني الخرف
والهذيان وعدم العقل، وإنما يعنينا البحث عن الوصية التي كان رسول الله a يود أن يبلغها أمته، لأن ذلك
في كل الأحوال يبقى غيبا مخزونا نتأسف عليه ونحزن حزنا شديدا، لأن رسول الله a أخبر أنهم لو طبقوا ما في ذلك
الكتاب لم يضلوا أبدا.
وقد كان سببها هو النظر إلى رسول
الله a باعتباره بشرا عاديا يمكنه أن
يهجر ويصيبه الخرف، وبذلك لا يُترك له المجال، ليذكر وصيته الأخيرة للأمة، والتي
تحفظها من كل انحراف قد يقع لها.
بل إن الهجر ليس خاصا بالسنة
المطهرة، والاكتفاء بدلها بالكتاب عبر تلك المقولة الخطيرة (حسبنا كتاب الله)،
والتي تعني الاكتفاء بالكتاب عن السنة، وهو ما أشار إليه a في قوله: (ألا هل عسى رجلٌ يبلغه الحديث عني وهو متكئٌ على أريكته
فيقول: بيننا وبينكم