نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 236
تقتله الفئة الباغية، عمار يدعوهم إلى الله، ويدعونه إلى النار)[1]
وقد تعرض هذا الحديث وغيره للتلاعب والتأويل من المدافعين عن الفئة
الباغية، بل
إنهم حولوه إلى مدح معاوية بدل ثلبه.
ومن الأمثلة على ذلك قول ابن كثير في شرحه للحديث: (وهذا الحديث من دلائل
النبوة حيث أخبر a عن عمار أنه تقتله الفئة الباغية، وقد قتله أهل الشام في وقعة صفين، وعمار
مع علي وأهل العراق.. وقد كان علي أحق بالأمر من معاوية.. ولا يلزم من تسمية أصحاب
معاوية بغاة تكفيرهم، كما يحاوله جهلة الفرقة الضالة من الشيعة وغيرهم، لأنهم، وإن
كانوا بغاة في نفس الأمر، فإنهم كانوا مجتهدين فيما تعاطوه من القتال، وليس كل مجتهد
مصيبا، بل المصيب له أجران، والمخطئ له أجر)[2]
وقال في تأويل قوله a: (يدعوهم
إلى الجنة، ويدعونه إلى النار): (فإن عمارا وأصحابه يدعون أهل الشام إلى الألفة
واجتماع الكلمة، وأهل الشام يريدون أن يستأثروا بالأمر دون من هو أحق به، وأن يكون
الناس أوزاعا على كل قطر إمام برأسه، وهذا يؤدي إلى افتراق الكلمة، واختلاف الأمة،
فهو لازم مذهبهم وناشئ عن مسلكهم، وإن كانوا لا يقصدونه)[3]
ولست أدري كيف عرف أنهم لا يقصدونه، وأن كل تلك الدماء التي سالت
والتحريف الذي حصل كان مجرد اجتهاد مأجور عليه، يؤدي إلى الجنة بدل أدائه إلى
النار.
[الحديث: 486] ما روي في صدقه وإيمانه وتبشيره بالجنة، ومنها قوله a: (ملئ عمار
[1]
رواه أحمد [5/ 306]، والبخاري (2812)، ومسلم [9/ 226]، [70/ 71/ 2915]، والنسائي
في الكبرى [5/ 156]، كتاب الخصائص: حديث [8548]، وابن سعد [3/ 191] وغيرهم