نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 249
فهذه الآيات لم تستثن إلا المهاجرين، وبذلك فإن الطلقاء قسم
ثالث، ليسوا مهاجرين ولا أنصارا، وهم واقعون بذلك تحت الوعيد وخاصة رؤساؤهم
وكبارهم.
ومن الآيات القرآنية المخبرة عن طبع الله على قلوب المحاربين
لرسول الله a من كفار قريش، قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا
سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6)
خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ
غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [البقرة: 6، 7]
وأول المقصودين بالآية ـ باعتبارها من أوائل ما نزل بالمدينة
المنورة ـ هم كفار قريش الذين أخرجوا رسول الله a والمؤمنين معه من مكة المكرمة، والآيات واضحة
في كون الله طبع على قلوبهم، وختم عليها، فلذلك يستحيل أن يؤمنوا.
ومن الآيات القرآنية المخبرة عن مستقبل المحاربين لرسول الله
a من كفار قريش، الآيات الكريمة التي تشبههم بكفار الأمم من قبلهم،
لأن سنة الله فيهم جميعا واحدة، ومنها قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ
كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ
شَيْئًا وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ (10) كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ
وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ
بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (11) قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا
سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾ [آل
عمران: 10 - 12]
والآية الأخيرة واضحة الدلالة في بيان مستقبل أولئك
المشركين، سواء في الدنيا أو في الآخرة.
هذه مجرد نماذج عن الآيات القرآنية الكثيرة الدالة على موقف قريش
من الإسلام، والتي لم تكتف باستعمال كل الوسائل لحربه، وإنما امتد ذلك بعد وفاة
رسول الله a بعد أن مكن الطلقاء من المناصب بحجة كونهم قرشيين، وعُزل الأنصار
وغيرهم إلى أن تم لهم ما
نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 249