نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 260
السلفية المحدثة تذهب إلى أن الخطر الذي أدى إلى فساد الأمة
هو عبد الله بن سبأ والعقل والمنطق والفلسفة والفرق الضالة وأهل الرأي والصوفية
والشيعة والمعتزلة والجهمية...الخ! ولا يأتون على ذكر سفهاء قريش بحرف واحد)[1]
[الحديث: 518] عن أبي هريرة قال: قال
رسول الله a: (يهلك الناس هذا الحى من قريش)، قالوا: فما تأمرنا؟ قال: (لو أن
الناس اعتزلوهم؟)[2]
وهذا الحديث مع أحاديث أخرى دلاله منه a على كيفية التعامل مع الفئة الباغية بعد أن
يتحقق نصرها على الفئة المؤمنة الصادقة، وهي القيام بنوع من العصيان المدني تجاهها
حتى لا يمتد تأثيرها لباقي شؤون الحياة، بعد أن امتد للسياسة والاقتصاد.
لكن الكثير للأسف لم يلقوا لهذا الحديث بالا، بل راحوا
ينشرون فضائل تلك الفئة، ويدافعون عنها، ويتقربون إليها.
يقول الشيخ حسن المالكي تعليقا على الحديث: (لكن أكثر الأمة
لم يعتزلوهم، بل أعانوهم وسوغوا لهم، ووضعوا في فضائلهم الأحاديث ودخل هذا الذم
الصحيح مع ذلك الوضع القبيح في كتب الصحيح! وهنا يتم إفساد حديث بحديث! واضطربت
معالم الدين وأوامر الشريعة، وهذا نتيجة طبيعية للحلف بين الغفلة والظلم، فلو أن
سلفكم اعتزل الظالمين من سفهاء قريش (الأمراء) كما أوصى هذا الحديث لأمكن الإبقاء
على الدين صافياً عند العلماء والفقهاء والصالحين، بلا خشية من تأثير السلطة ولا
انتقاء ولا بتر ولا تحريف فضلاً عن الوضع الذي يشهد الدين والعقل والواقع ببطلانه،
أنتم يجب أن تعترفوا بأن