نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 334
في مدارج خفيّة، وتؤول إلى فظاعة جليّة، شبابها كشباب
الغلام، وآثارها كآثار السّلام، يتوارثها الظّلمة بالعهود، أوّلهم قائد لآخرهم،
وآخرهم مقتد بأوّلهم، يتنافسون في دنيا دنيّة، ويتكالبون على جيفة مريحة،
وعن قليل يتبرّأ التّابع من المتبوع، والقائد من المقود، فيتزايلون بالبغضاء،
ويتلاعنون عند اللّقاء.. ثمّ يأتي بعد ذلك طالع الفتنة الرّجوف، والقاصمة
الزّحوف، فتزيغ قلوب بعد استقامة، وتضلّ رجال بعد سلامة، وتختلف الأهواء عند
هجومها، وتلتبس الآراء عند نجومها، من أشرف لها قصمته، ومن سعى فيها حطمته،
يتكادمون فيها تكادم الحمر في العانة، قد اضطرب معقود الحبل، وعمي وجه الأمر، تغيض
فيها الحكمة، وتنطق فيها الظّلمة، وتدقّ أهل البدو بمسحلها، وترضّهم بكلكلها، يضيع
في غبارها الوحدان، ويهلك في طريقها الرّكبان، ترد بمرّ القضاء، وتحلب عبيط
الدّماء، وتثلم منار الدّين، وتنقض عقد اليقين، يهرب منها الأكياس، ويدبّرها
الأرجاس، مرعاد مبراق، كاشفة عن ساق، تقطع فيها الأرحام، ويفارق عليها الإسلام،
بريئها سقيم، وظاعنها مقيم، بين قتيل مطلول، وخائف مستجير، يختلون بعقد
الأيمان، وبغرور الإيمان، فلا تكونوا أنصاب الفتن، وأعلام البدع، والزموا ما عقد
عليه حبل الجماعة، وبنيت عليه أركان الطّاعة، واقدموا على الله مظلومين، ولا
تقدموا عليه ظالمين، واتّقوا مدارج الشّيطان، ومهابط العدوان، ولا تدخلوا بطونكم
لعق الحرام؛ فإنّكم بعين من حرّم عليكم المعصية، وسهّل لكم سبل الطّاعة)[1]
[الحديث: 723] قال الإمام علي: (أيّها النّاس، لا يجرمنّكم شقاقي،
ولا يستهوينّكم عصياني، ولا تتراموا بالأبصار عند ما تسمعونه منّي، فو الّذي فلق الحبّة
وبرأ النّسمة، إنّ الّذي أنبّئكم به عن النّبيّ الأمّيّ a ما كذب المبلّغ، ولا جهل السّامع..
لكأنّي أنظر
إلى
[1]
نهج البلاغة: الخطبة رقم(151)، وبحار الأنوار: ج 34 ص 226- 227 ب 33.
نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 334