نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 339
عني وأنت تقضي ديني وتنجز عداتي عني، وأنت تبرئ ذمتي وتؤدّي
أمانتي، وتقاتل على سنّتي الناكثين من أمتي والقاسطين والمارقين، وأنت مني بمنزلة
هارون من موسى، ولك بهارون أسوة حسنة إذ استضعفه قومه وكادوا يقتلونه، فاصبر لظلم
قريش إياك، وتظاهرهم عليك، فإنك بمنزلة هارون من موسى ومن تبعه، وهم بمنزلة العجل
ومن تبعه، وإن موسى أمر هارون ـ حين استخلفه عليهم ـ إن ضلّوا فوجد أعواناً أن
يجاهدهم بهم، وإن لم يجد أعواناً أن يكفّ يده ويحقن دمه، ولا يفرق بينهم.. يا علي،
ما بعث الله رسولاً إلا وأسلم معه قومه طوعاً، وقوم آخرون كرهاً، فسلّط الله الذين
أسلموا كرهاً على الذين أسلموا طوعاً، فقتلوهم ليكون أعظم لأجورهم.. يا علي، إنه
ما اختلفت أمة بعد نبيّها إلا ظهر أهل باطلها على أهل حقها، وإن الله قضى الفرقة
والاختلاف على هذه الأمة)[1]
[الحديث:
731] وهو حديث طويل روي عن ابن عباس نرى أنه تصرف فيه الرواة، ولذلك
نكتفي منه بما وقع الاتفاق عليه في الأحاديث الأخرى، ونصه أن رسول الله a جمع أهل بيته،
فبكى، فسئل عن ذلك، فقال: (أما علي بن أبي طالب فإنه أخي وشقيقي، وصاحب الأمر بعدي
وصاحب لوائي في الدنيا والآخرة، وصاحب حوضي وشفاعتي، وهو مولى كلّ مسلم وإمام كلّ
مؤمن، وقائد كلّ تقي، وهو وصيي وخليفتي على أهلي وأمتي في حياتي وبعد موتي، محبّه
محبي، ومبغضه مبغضي، وبولايته صارت أمتي مرحومةً، وبعداوته صارت المخالفة له منها
ملعونةً.. وإني بكيت حين أقبل، لأني ذكرت غدر الأمة به بعدي، حتى أنه ليُزال عن مقعدي
وقد جعله الله له بعدي، ثم لا يزال الأمر به حتى يضرب على قرنه ضربةً تخضب منها
لحيته في أفضل الشهور)
وقال عن فاطمة الزهراء: (وأما ابنتي فاطمة فإنها سيدة نساء
العالمين من الأولين