نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 338
رسول الله، أخشى الضيعة على نفسي وولدي بعدك، فاغرورقت عينا
رسول الله a بالبكاء، ثم قال: (يا فاطمة، أما علمتِ أنّا
أهل بيتٍ اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإنه حتَم الفناء على جميع خلقه، وأنّ
الله تبارك وتعالى اطّلع إلى الأرض اطلاعةً فاختارني منهم وجعلني نبياً، واطّلع
إلى الأرض اطلاعةً ثانيةً، فاختار منها زوجك، فأوحى الله إليّ أن أزوجكِ إياه، وأن
أتخذه ولياً ووزيراً، وأن أجعله خليفتي في أمتي، فأبوك خير أنبياء الله ورسله،
وبعلك خير الأوصياء، وأنت أول من يلحق بي من أهلي.. ثم اطّلع إلى الأرض اطلاعةً
ثالثةً فاختارك ِوولدك ِوأنت سيدة نساء أهل الجنة، وابناكِ حسنٍ وحسين ٍسيدا شباب
أهل الجنة، وأبناء بعلكِ أوصيائي إلى يوم القيامة، كلهم هادون مهديون.. يا علي،
إنّ الله تبارك وتعالى قد قضى الفرقة والاختلاف على هذه الأمة، ولو شاء لجمعهم على
الهدى حتى لا يختلف اثنان من هذه الأمة، ولا ينازع في شيء من أمره، ولا يجحد
المفضول ذا الفضل فضله، ولو شاء لعجّل النقمة والتغيير حتى يُكذّبَ الظالم، ويعلم
الحقّ أين مصيره، ولكنه جعل الدنيا دار الأعمال وجعل الآخرة دار القرار ﴿
لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا
بِالْحُسْنَى﴾ [النجم: 31]، فقال الإمام علي: (الحمد لله شكراً على نعمائه،
وصبراً على بلائه)[1]
[الحديث: 730] قال الإمام علي: كنت
أمشي مع رسول الله a في بعض طرق المدينة،، فلما خلا له الطريق
اعتنقني، ثم أجهش باكياً وقال: (بأبي الوحيد الشهيد)، فقلت: يا رسول الله ما
يبكيك؟!، فقال a: (ضغاين في صدور أقوام لا يبدونها لك إلا من
بعدي: أحقاد بدر وترات أُحد)، قلت: في سلامة من ديني؟، قال: (في سلامة من دينك،
فأبشر يا علي فإنّ حياتك وموتك معي، وأنت أخي وأنت وصيي وأنت صفيي ووزيري ووارثي،
والمؤدِّي