responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 352

وحذّرته ما هو قادم عليه وصائر إليه، التمس منّي شرطا بطائفة من الدنيا أصيّرها له، فلمّا لم يجدوا عندي إلّا المحجّة البيضاء، والحمل على الكتاب ووصية الرسول a، من إعطاء كل امرئ منهم ما جعل الله له، ومنعه ممّا لم يجعل الله له، شدّ من القوم مستبدّ فأزالها عنّي إلى ابن عفّان، طمعا في الشحيح معه فيها، وابن عفّان رجل لم يستو به وبواحد ممن حضر حال قط، فضلا عمّن دونهم، لا يبدر القوم التي هي واحدة القوم وسنام فخرهم، ولا غيرها من المآثر التي أكرم الله بها رسوله a، ومن اختصّه معه من أهل بيته، ثمّ لم أعلم القوم أمسوا من يومهم ذلك، حتّى ظهرت ندامتهم، ونكصوا على أعقابهم، وأحال بعضهم على بعض، كلّ يلوم نفسه ويلوم‌ أصحابه، ثمّ لم تطل الأيّام بالمستبدّ بالأمر ابن عفان حتّى أكفروه، وتبرّؤوا منه، ومشى إلى أصحابه خاصّة، وسائر أصحاب النبي a عامّة، يستقليهم من بيعته، ويتوب إلى الله من فلتته. وكانت هذه أكبر من أختيها وأفظع، وأحرى أن لا يصبر عليها، فنالني منها الذي لا يبلغ وصفه، ولا يحدّ وقتها ولم يكن عندي إلّا الصبر على ما أمض وأبلغ منها، ولقد أتاني الباقون من الستة من يومهم، كلّ راجع عمّا كان منه، يسألني خلع ابن عفّان والوثوب عليه في أخذ حقّي، ويعطيني صفقته وبيعته على الموت تحت رايتي، أو يرد الله عليّ حقّي، ثمّ بعد ذلك مرّة أخرى، امتحن القوم فيها بألوان المحن، مرّة بحلق الرؤوس، ومرّة بمواعيد الخلوات، ومرّة بموافاة الأماكن، كلّ ذلك بقي القوم بوعدهم، فو الله ما منعني منها إلّا الذي منعني من أختيها قبلها، ورأيت الإبقاء على من بقي من الطائفة أبهج لي، وآنس لقلبي من فنائها، وعلمت أنّي إن حملتها على دعوة الموت ركبته، وأما نفسي فقد علم من حضر ممن ترى ومن غاب من أصحاب محمد a أنّ الموت عندي بمنزلة الشربة الباردة في اليوم الشديد الحرّ من ذي العطش الصدي، ولقد كنت عاهدت الله ورسوله a أنا وعمّي حمزة، وأخي جعفر، وابن عمّي عبيدة، على أمر وفينا به

نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 352
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست