نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 357
a وذريّته من أمّته، ومخافة أن يقتل
هذان ـ وأومأ بيده إلى عبد الله بن جعفر، ومحمد ابن الحنفية ـ فإنّي أعلم لو لا مكاني لم
يقفا ذلك الموقف، فلذلك صبرت على ما أراد القوم، مع ما سبق فيه من علم الله، فلمّا
أن رفعنا عن القوم سيوفنا تحكّموا في الأمور، وتخيّروا الأحكام والآراء، وتركوا
المصاحف، وما دعوا إليه من حكم القرآن، فأبيت أن أحكّم في دين الله أحدا، إذ كان التحكيم في
ذلك الخطأ الذي لا شكّ فيه ولا امتراء. فلما أبوا إلّا ذلك أردت أن أحكّم رجلا من
أهل بيتي، أو من أرضى رأيه وعقله، وأثق بنصيحته ومودّته ودينه، وأقبلت لا أسمّي
أحدا إلا امتنع ابن هند منه، ولا أدعوه إلى شيء من الحقّ إلّا أدبر عنه، وأقبل
ابن هند يسومنا عسفا، وما ذلك إلّا باتّباع أصحابي له على ذلك، فلمّا أبوا قالوا:
بلى يا أمير المؤمنين.
[الحديث: 749] قال الإمام علي: (أما السابعة،
فإن رسول الله a كان عهد إليّ: أن أقاتل في
آخر أيّامي قوما من أصحابي، يصومون النهار، ويقومون اللّيل، ويتلون كتاب الله،
يمرقون من الدين بخلافهم لي، ومحاربتهم إيّاي مروق السهم من الرمية، فيهم ذو
الثدية، يختم لي بقتلهم بالسعادة، فلمّا انصرفت إلى موضعي هذا ـ يعني بعد الحكمين
ـ أقبل بعض القوم على بعض باللائمة فيما صاروا إليه، من تحكيم الحكمين، ولم يجدوا
لأنفسهم من ذلك مخرجا إلّا أن قالوا: (كان ينبغي لأميرنا أن لّا يبايع من أخطأ
منّا، وأن يمضي بحقيقة رأيه على قتل نفسه، وقتل من خالفه منّا، فقد كفر بمتابعته
إيّانا، وطاعته في الخطأ لنا، وأحلّ لنا بذلك قتله، وسفك دمه). فتجمّعوا على ذلك
من حالهم، وخرجوا راكبين رؤوسهم، ينادون بأعلى أصواتهم: لا حكم إلّا لله. ثم
تفرّقوا فرقا فرقا، فرقة بالنخيلة، وفرقة بحروراء، وأخرى راكبة رأسها تخبط الأرض
شرقا، حتى عبرت دجلة، فلم تمرّ بمسلم إلّا امتحنته، فمن بايعها استحيت، ومن خالفها
قتلت، فخرجت إلى الأوليين واحدة بعد
نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 357