responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 356

القرآن. فلمّا لم أجبه إلى ما اشترط من ذلك، كرّ مستعليا في نفسه بطغيانه وبغيه، بحمير لا عقول لهم ولا بصائر، فموّه لهم أمرا فاتّبعوه، وأعطاهم من الدنيا ما أمالهم به إليه، فناجزناهم إلى الله بعد الإعذار والإنذار، فلمّا لم يزده ذلك إلّا تماديا وبغيا، لقيناه بعادة الله التي عوّدناه من النصر على أعدائه وعدوّنا، وراية رسول الله a بأيدينا، لم يزل الله تبارك وتعالى يفلّ حزب الشيطان بها، حتى أفضى الموت إليه، فحلّ منه محلّ السحا، وهو معلم رايات أبيه، التي لم أزل أقاتلها مع رسول الله a في كل المواطن، فلم يجد من الموت منجى إلّا الهرب، فركب فرسه، وقلب رايته، لا يدري كيف يحتال، فاستعان برأي ابن العاص، فأشار إليه بإظهار المصاحف، ورفعها على الأعلام، والدعاء إلى ما فيها، فقال له: إن ابن أبي طالب وحزبه أهل بصيرة ورحمة ومعنى، وقد دعوك إلى كتاب الله أولا، وهم مجيبوك إليه آخرا، فأطاعه فيما أشار به إليه، إذ رأى أنّه لا منجى من القتل غيره، فرفع المصاحف يدعو إلى ما فيها بزعمه، فمالت إلى المصاحف قلوب من بقي من أصحابي، بعد فناء خيارهم وجدّهم في قتال أعداء الله وأعدائهم على بصائرهم، وظنّوا أنّ ابن آكلة الأكباد له الوفاء بما دعا إليه، والتمام على ما يفارقهم عليه، فأصغوا إلى دعوته، وأقبلوا عليّ بأجمعهم في إجابته، فأعلمتهم أنّ ذلك منه مكر، ومن ابن العاص معه، وأنهما إلى المكر أقرب منهما إلى الوفاء، فلم يقبلوا قولي، ولم يطيعوا أمري، وأبوا إلّا إجابته، كرهت أم هويت، شئت أم أبيت، حتّى أخذ بعضهم يقول لبعض: (إن لم يفعل فألحقوه بابن عفّان، أو ادفعوه إلى ابن هند برمّته)، فجهدت ـ علم الله جهدي ـ ولم أدع غاية في نفسي إلّا بلغتها، في أن يخلّوني ورأيي، فلم يفعلوا، وراودتهم على الصبر على مقدار فواق الناقة، أو ركضة الفرس فلم يفعلوا، ما خلا هذا الشيخ ـ وأومأ بيده إلى الأشتر ـ وعصبة من أهل بيتي. فو الله ما منعني أن أمضي على بصيرتي، إلّا مخافة أن يقتل هذان ـ وأومأ بيده إلى الحسن والحسين ـ فينقطع نسل رسول الله

نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 356
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست