responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 355

بعد أن أطمعه مصر، وحرام عليه أن يأخذ من الفي‌ء فوق قسمه درهما، وحرام على الراعي إيصال درهم إليه فوق حقّه، والإغضاء له على ما يأخذه، فأقبل يخبط البلاد بالظلم، ويطأها بالغشم، فمن بايعه أرضاه، ومن خالفه ناواه، ثمّ توجّه إليّ ناكثا علينا، مغيرا في البلاد، شرقا وغربا، ويمينا وشمالا، والأنباء تأتيني، والأخبار ترد عليّ بذلك، فأتاني أعور ثقيف‌ فأشار عليّ بأن أولّيه الناحية التي هو بها، لأداريه بما الذي أولّيه منها، وفي الذي أشار به الرأي في أمر الدنيا، لو وجدت عند الله في توليته لي مخرجا وأصبت لنفسي فيما أتى من ذلك عذرا، فما عملت الرأي في ذلك، وشاورت من أثق بنصيحته لله عزّ وجل ولرسوله a ولي وللمؤمنين، فكان رأيه في ابن آكلة الأكباد كرأيي، ينهاني عن توليته، ويحذرني أن أدخل في أمر المسلمين يده، ولم يكن الله ليعلم أنّي أتخذ من المضلّين عضدا، فوجّهت إليه أخا بجيلة مرّة، وأخا الأشعريين مرّة أخرى، فكلاهما ركن إلى دنياه، وتابع هواه فيما أرضاه، فلمّا رأيته لم يزد فيما انتهك من محارم الله إلّا تماديا، شاورت من معي من أصحاب محمّد a البدريين، والذين ارتضى الله أمرهم، ورضي عنهم عند بيعتهم، وغيرهم من صلحاء المسلمين والتابعين، فكلّ يوافق رأيه رأيي، في غزوته ومحاربته ومنعه مما نالت يده، فنهضت إليه بأصحابي، أنفذ إليه من كلّ موضع كتبي، وأوجّه إليه رسلي، وأدعوه إلى الرجوع عمّا هو فيه، والدخول فيما فيه الناس معي، فكتب يتحكّم عليّ، ويتمنّى عليّ الأماني، ويشترط عليّ شروطا لا يرضاها الله عزّ وجل ولا رسوله a ولا المسلمون، ويشترط عليّ في بعضها أن أدفع إليه أقواما من أصحاب محمّد a أخيارا وأبرارا، منهم عمّار بن ياسر، وأين مثل عمّار؟ فو الله لقد أتينا مع النبي a ولا يعدّ منّا خمسة إلّا كان سادسهم، ولا أربعة إلّا كان عمّار خامسهم، اشترط دفعهم إليه ليقتلهم ويصلبهم، وانتحل دم عثمان ولعمر الله ما ألّب على عثمان ولا أجمع الناس على قتله، إلّا هو وأشباهه من أهل بيته، أصحاب الشجرة الملعونة في

نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 355
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست