نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 354
بعضهم فرجع، وذكّرته فذكر.. ثمّ
أقبلت على الناس بمثل ذلك، فلم يزدادوا إلّا جهلا وتماديا وغيّا، فلمّا أبوا إلّا
هي ركبتها منهم، فكانت عليهم الدبرة، وبهم الهزيمة، ولهم الحسرة، وفيهم الفناء
والقتل، وحملت نفسي على التي لم أجد منها بدّا، ولم يسعني إذا فعلت ذلك، وأظهرته
آخرا مثل الذي وسعني فيه أولا، من الإغضاء والإمساك، ورأيتني إن أمسكت كنت معينا
لهم بإمساكي على ما صاروا إليه، وطمعوا فيه من تناول الأطراف، وسفك الدماء، وقتل
الرعيّة، وتحكيم النساء، كعادة بني الأصفر ومن مضى من ملوك سبأ والأمم الخالية،
فأصير إلى ما كرهت أولا آخرا، وقد أهملت المرأة وجندها يفعلون ما وصفت بين
الفريقين من الناس، وألقى ما حذرت، ولم أهجم على الأمر إلّا بعد ما قدّمت وأخرّت،
وتأنّيت وراجعت، وراسلت وشافهت، وأعذرت وأنذرت، وأعطيت القوم كلّ شيء التمسوه منّي،
بعد أن عرضت عليهم كلّ شيء لم يلتمسوه، فلمّا أبوا إلّا تلك أقدمت، فبلغ الله بي وبهم ما أراد، وكان لي
عليهم بما كان منّي إليهم شهيدا)، ثم التفت إلى أصحابه فقال: أليس كذلك؟ قالوا:
بلى يا أمير المؤمنين.
[الحديث: 748] قال الإمام علي: (أما
السادسة، فتحكيم الحكمين، ومحاربة ابن آكلة الأكباد، وهو طليق معاند لله ولرسوله
والمؤمنين منذ بعث الله رسوله
a إلى أن فتح عليه مكّة
عنوة، فأخذت بيعته وبيعة أبيه لي معه في ذلك اليوم، وفي ثلاثة مواطن بعده، وأبوه
بالأمس أول من سلّم عليّ بإمرة المؤمنين، ويحضّني على النهوض في أخذ حقّي من
الماضين قبلي، يجدد لي بيعته كلّ ما أتاني، ثمّ يتثاءب عليّ بما يطعم من أموال
المسلمين، والتحكم عليهم، ليستديم قليل ما يفنى بما يفوته من كثير ما يبقى.. وأعجب
العجب: أنّه لمّا رأى ربّي تبارك وتعالى قد ردّ إليّ حقّي، وأقرّه في معدنه،
وانقطع طمعه أن يصبح في دين الله رابعا،
وفي أمانته التي حملناها حاكما، كرّ عليّ العاصي ابن العاصي فاستماله فمال إليه،
ثمّ أقبل به
نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 354