نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 374
بنت رسول الله a، ولهذا نرى أن هذه الخطبة، وإن لم تنقل
بحروفها إلا أنها تدل على المعاني التي كانت تتحدث عنها، خاصة وأن الكثير منها
يستند للقرآن الكريم.
أما قوة المعاني الواردة في الخطبة؛ فهو مما يؤكد ورودها
عنها، لأنه يستحيل أن تكون سيدة نساء العالمين غير قادرة على مثل ذلك التعبير،
وكيف لا تكون كذلك، وهي بنت رسول الله a، وزوج الإمام علي، ولا أحد يجادل في بلاغتهما.
أما تشددها مع أبي بكر أو مع غيره في الخطبة؛ فيكفي للدلالة
عليه ما ورد في جميع المصادر التاريخية السنية والشيعية من كونها لم تبايعه إلى أن
توفيت، وكانت ترى مثل بعض الصحابة أن رسول الله a أوصى للإمام علي.
ونص الحديث هو أنه لما منع أبو بكر فاطمة فدك، وبلغها ذلك، (لاثت
خمارها على رأسها، واشتملت بجلبابها، وأقبلت في لمة من نساء قومها، ما تخرم مشيتها
مشية رسول الله a، حتى دخلت على أبي بكر وهو في حشد من المهاجرين والأنصار وغيرهم
فنيطت دونها ملاءةٌ، فجلست، ثم أنت أنة أجهش القوم لها بالبكاء. فارتج المجلس. ثم
أمهلت هنية حتى إذا سكن نشيج القوم، وهدأت فورتهم، افتتحت الكلام بحمد الله
والثناء عليه والصلاة على رسول الله، فعاد القوم في بكائهم، فلما أمسكوا عادت في
كلامها، فقالت ـ بعد الثناء على الله تعالى ـ: (وأشهد أن أبي محمدا a عبده
ورسوله، اختاره وانتجبه قبل أن أرسله، وسماه قبل أن اجتبله، واصطفاه قبل أن
ابتعثه، إذ الخلائق بالغيب مكنونةٌ، وبستر الأهاويل مصونةٌ، وبنهاية العدم
مقرونةٌ، علما من الله تعالى بمآيل الأمور، وإحاطة بحوادث الدهور، ومعرفة بمواقع
المقدور. ابتعثه الله تعالى إتماما لأمره، وعزيمة على إمضاء حكمه، وإنفاذا لمقادير
حتمه.
نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 374