نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 379
لا مثلها نازلةٌ ولا بائقةٌ عاجلةٌ أعلن بها كتاب الله جل
ثناؤه في أفنيتكم في ممساكم ومصبحكم هتافا وصراخا وتلاوة وإلحانا، ولقبله ما حل
بأنبياء الله ورسله، حكمٌ فصلٌ وقضاءٌ حتمٌ: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا
رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ
عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ
شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ﴾ [آل عمران: 144]
أيها بني قيلة! أأهضم تراث أبي وأنتم بمرأى مني ومسمع،
ومبتدأ ومجمع؟! تلبسكم الدعوة، وتشملكم الخبرة، وأنتم ذوو العدد والعدة، والأداة
والقوة، وعندكم السلاح والجنة؛ توافيكم الدعوة فلا تجيبون، وتأتيكم الصرخة فلا
تغيثون، وأنتم موصوفون بالكفاح، معرفون بالخير والصلاح، والنجبة التي انتجبت،
والخيرة التي اختيرت! قاتلتم العرب، وتحملتم الكد والتعب، وناطحتم الأمم، وكافحتم البهم،
فلا نبرح أو تبرحون، نأمركم فتأتمرون حتى دارت بنا رحى الإسلام، ودر حلب الأيام،
وخضعت نعرة الشرك، وسكنت فورة الإفك، وخمدت نيران الكفر، وهدأت دعوة الهرج،
واستوسق نظام الدين؛ فأنى جرتم بعد البيان، وأسررتم بعد الإعلان، ونكصتم بعد
الإقدام؟ ﴿أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا
بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ
فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [التوبة:
13]
ألا قد أرى أن قد أخلدتم إلى الخفض، وأبعدتم من هو أحق
بالبسط والقبض، وخلوتم بالدعة، ونجوتم من الضيق بالسعة، فمججتم ما وعيتم، ودسعتم
الذي تسوغتم، ﴿إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا
فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ﴾ [إبراهيم: 8] ألا وقد قلت ما قلت على
معرفة مني بالخذلة التي خامرتكم، والغدرة التي استشعرتها قلوبكم، ولكنها فيضة
النفس، ونفثة الغيظ، وخور القنا، وبثة الصدور، وتقدمة الحجة.
نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 379