نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 380
فدونكموها فاحتقبوها دبرة الظهر، نقبة الخف، باقية العار،
موسومة بغضب الله وشنار الأبد، موصولة بنار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة.
فبعين الله ما تفعلون ﴿ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ
يَنْقَلِبُونَ ﴾ [الشعراء: 227]، وأنا ابنة نذير لكم بين يدي عذاب شديد، فـ
﴿اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ (121) وَانْتَظِرُوا
إِنَّا مُنْتَظِرُونَ﴾ [هود: 121، 122]
فأجابها أبوبكر، فقال: يا ابنة رسول الله، لقد كان أبوك
بالمؤمنين عطوفا كريما، رؤوفا رحيما، وعلى الكافرين عذابا أليما وعقابا عظيما؛ فإن
عزوناه وجدناه أباك دون النساء، وأخا لبعلك دون الأخلاء، آثره على كل حميم، وساعده
في كل أمر جسيم، لا يحبكم إلا كل سعيد، ولا يبغضكم إلا كل شقي؛ فأنتم عترة رسول
الله a الطيبون، والخيرة المنتجبون، على الخير أدلتنا، وإلى الجنة مسالكنا،
وأنت يا خيرة النساء وابنة خير الأنبياء صادقةٌ في قولك، سابقةٌ في وفور عقلك، غير
مردودة عن حقك، ولا مصدودة عن صدقك، ووالله، ما عدوت رأي رسول الله a يقول:
(نحن معاشر الأنبياء لا نورث ذهبا ولا فضة ولا دارا ولا عقارا، وإنما نورث الكتب
والحكمة، والعلم والنبوة، وما كان لنا من طعمة فلولي الأمر بعدنا أن يحكم فيه
بحكمه)، وقد جعلنا ما حاولته في الكراع والسلاح يقابل به المسلمون، ويجاهدون
الكفار، ويجالدون المردة ثم الفجار، وذلك بإجماع من المسلمين لم أتفرد به وحدي،
ولم أستبد بما كان الرأي فيه عندي. وهذه حالي، ومالي هي لك وبين يديك، لانزوي عنك
ولا ندخر دونك، وأنت سيدة أمة أبيك، والشجرة الطيبة لبنيك، لا يدفع ما لك من فضلك،
ولا يوضع من فرعك وأصلك؛ حكمك نافذٌ فيما ملكت يداي، فهل ترين أن اخالف في ذلك
أباك صلى الله عليه وآله؟)
نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 380