نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 381
فقالت: سبحان الله! ما كان رسول الله a عن كتاب الله صادفا، ولا لأحكامه مخالفا، بل كان
يتبع أثره، ويقفو سوره، أفتجمعون إلى الغدر اغتلالا عليه بالزور؛ وهذا بعد وفاته
شبيهٌ بما بغي له من الغوائل في حياته. هذا كتاب الله حكما عدلا، وناطقا فصلا،
يقول: ﴿يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ﴾ [مريم: 6]، ﴿وَوَرِثَ
سُلَيْمَانُ دَاوُودَ﴾ [النمل: 16]، فبين عز وجل فيما وزع عليه من الأقساط،
وشرع من الفرائض والميراث، وأباح من حظ الذكران والإناث ما أزاح علة المبطلين،
وأزال التظني والشبهات في الغابرين، كلا ﴿بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ
أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا
تَصِفُونَ ﴾ [يوسف: 18]
فقال أبو بكر: صدق الله ورسوله، وصدقت ابنته؛ أنت معدن
الحكمة، وموطن الهدى والرحمة، وركن الدين وعين الحجة، لا أبعد صوابك، ولا أنكر
خطابك هؤلاء المسلمون بيني وبينك، قلدوني ما تقلدت، وباتفاق منهم أخذت ما أخذت غير
مكابر ولا مستبد ولا مستأثر، وهم بذلك شهودٌ.
فالتفتت فاطمة وقالت: معاشر الناس المسرعة إلى قيل الباطل،
المغضية على الفعل القبيح الخاسر ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ
عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ [محمد: 24] كلا بل ران على قلوبكم ما أسأتم من
أعمالكم، فأخذ بسمعكم وأبصاركم، ولبئس ما تأولتم، وساء ما أشرتم، وشر ما منه
اعتضتم، لتجدن والله محمله ثقيلا، وغبه وبيلا إذا كشف لكم الغطاء، وبان ما وراءه
الضراء، ﴿ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ﴾
[الزمر: 47] و﴿وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ ﴾ [غافر: 78]
[الحديث: 759] قال الإمام علي مبينا مقاصده من الحروب
التي قام بها في وجه المحرفين: (ألا وقد قطعتم قيد الإسلام، وعطلتم حدوده، وأمتم
أحكامه، ألا
وقد أمرني الله بقتال أهل البغي والنكث والفساد في الأرض، فأما الناكثون فقد قاتلت،
وأما القاسطون
نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 381