نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 392
اصطفاء الله محمدا a لدينه، وتأييده إياه لمن أيده من أصحابه فلقد
خبأ لنا الدهر منك عجبا إذ طفقت تخبرنا ببلاء الله تعالى عندنا، ونعمته علينا في
نبينا، فكنت في ذلك كناقل التمر إلى هجر، أو داعي مسدده إلى النضال. وزعمت أن أفضل
الناس في الإسلام فلان وفلان فذكرت أمرا إن تم اعتزلك كله، وإن نقص لم يلحقك ثلمه.
وما أنت والفاضل والمفضول، والسائس والمسوس وما للطلقاء وأبناء الطلقاء، والتمييز
بين المهاجرين الأولين، وترتيب درجاتهم وتعريف طبقاتهم هيهات لقد حن قدح ليس منها،
وطفق يحكم فيها من عليه الحكم لها أ لا تربع أيها الإنسان على ظلعك، وتعرف قصور
ذرعك، وتتأخر حيث أخرك القدر فما عليك غلبة المغلوب، ولا ظفر الظافر وإنك لذهاب في
التيه، رواغ عن القصد. أ لا ترى ـ غير مخبر لك، ولكن بنعمة الله أحدث ـ أن قوما
استشهدوا في سبيل الله تعالى من المهاجرين والأنصار، ولكل فضل، حتى إذا استشهد
شهيدنا قيل: سيد الشهداء، وخصه رسول الله a بسبعين تكبيرة عند صلاته عليه أولا ترى أن قوما
قطعت أيديهم في سبيل الله ـ ولكل فضل ـ حتى إذا فعل بواحدنا ما فعل بواحدهم، قيل:
(الطيار في الجنة وذو الجناحين) ولو لا ما نهى الله عنه من تزكية المرء نفسه، لذكر
ذاكر فضائل جمة، تعرفها قلوب المؤمنين، ولا تمجها آذان السامعين. فدع عنك من مالت
به الرمية فإنا صنائع ربنا، والناس بعد صنائع لنا. لم يمنعنا قديم عزنا ولا عادي
طولنا على قومك أن خلطناكم بأنفسنا فنكحنا وأنكحنا فعل الأكفاء، ولستم هناك وأنى
يكون ذلك ومنا النبي ومنكم المكذب، ومنا أسد الله ومنكم أسد الأحلاف، ومنا سيدا
شباب أهل الجنة ومنكم صبية النار، ومنا خير نساء العالمين، ومنكم حمالة الحطب، في
كثير مما لنا وعليكم فإسلامنا قد سمع، وجاهليتنا لا تدفع، وكتاب الله يجمع لنا ما
شذ عنا، وهو قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ
أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ﴾ [الأنفال: 75]، وقوله تعالى: ﴿
إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ
نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 392