نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 399
الإمام الحسن فخطب فحمد الله وأثنى
عليه ثم قال له: (إنه لم يبعث نبي إلا جعل له وصي من أهل بيته، ولم يكن نبي إلا
وله عدو من المجرمين، وإن عليا كان وصي رسول الله a من بعده، وأنا ابن علي، وأنت ابن صخر، وجدك حرب وجدي رسول الله a وأمك هند وأمي فاطمة، وجدتي خديجة
وجدتك نثيلة، فلعن الله ألأمنا حسبا وأقدمنا كفرا وأخملنا ذكرا وأشدنا نفاقا)،
فقال عامة أهل المسجد: آمين، فنزل معاوية فقطع خطبته[1].
[الحديث: 794] روي أنه لما قدم معاوية الكوفة قيل له إن الحسن بن
علي مرتفع في أنفس الناس، فلو أمرته أن يقوم دون مقامك على المنبر فتدركه الحداثة
والعي فيسقط من أنفس الناس، فأبى عليهم وأبوا عليه إلا أن يأمره بذلك، فأمره فقام
دون مقامه في المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: (أما بعد فانكم لو طلبتم ما بين
كذا وكذا لتجدوا رجلا جده نبي لم تجدوه غيري وغير أخي، وإنا أعطيا صفقتنا هذا
الطاغية ـ وأشار بيده إلى أعلى المنبر إلى معاوية وهو في مقام رسول الله a من المنبر ـ ورأينا حقن دماء
المسلمين أفضل من إهراقها، وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين)، وأشار بيده إلى
معاوية، فقال له معاوية: ما أردت بقولك هذا؟ فقال: أردت به ما أراد الله عزوجل.
فقام معاوية فخطب خطبة عيية فاحشة،
فثلب فيها أمير المؤمنين عليه السلام فقام الحسن فقام وهو على المنبر: (يا ابن
آكلة الاكباد، أو أنت تسب أمير المؤمنين، وقد قال رسول الله a: من سب عليا فقد سبني، ومن سبني فقد سب الله، ومن سب الله أدخله
الله نار جهنم خالدا فيها مخلدا، وله عذاب مقيم)، ثم انحدر الحسن عن المنبر فدخل
داره ولم يصل هناك بعد ذلك[2].