نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 400
[الحديث: 795] روي أن معاوية قال
للإمام الحسن: أنا أخير منك يا حسن، قال: وكيف ذاك؟ قال: لأن الناس قد أجمعوا علي
ولم يجمعوا عليك، فقال الإمام: (هيهات هيهات لشر ما علوت، يا ابن آكلة الأكباد،
المجتمعون عليك رجلان: بين مطيع ومكره، فالطائع لك عاص لله، والمكره معذور بكتاب
الله، وحاش لله أن أقول: أنا خير منك فلا خير فيك، ولكن الله برأني من الرذائل كما
برأك من الفضائل) [1]
[الحديث: 796] وهو حديث
طويل عن الإمام الحسن يبين الفروق بين العترة والموالين لها، وغيرهم من أصحاب
الفئة الباغية، وخصوصا معاوية، وقد رواه الشعبي وأبو مخنف، وغيرهما قالوا: لم يكن
في الإسلام يوم في مشاجرة قوم اجتمعوا في محفل، أكثر ضجيجا ولا أعلى كلاما، ولا
أشد مبالغة في قولٍ، من يوم اجتمع فيه عند معاوية بن أبي سفيان: عمرو بن عثمان بن
عفان، وعمرو بن العاص، وعتبة بن أبي سفيان، والوليد بن عتبة بن أبي معيط، والمغيرة
بن شعبة، وقد تواطؤوا على أمر واحد.
فقال عمرو بن العاص
لمعاوية: ألا تبعث إلى الحسن بن علي فتُحضره، فقد أحيا سيرة أبيه وخفقت النعال
خلفه: إن أمر فأطيع، وإن قال فصُدّق، وهذان يرفعان به إلى ما هو أعظم منهما، فلو
بعثت إليه فقصّرنا به أي أظهرنا أنه مقصّر وبأبيه، وسببناه وسببنا أباه، وصعّرنا
بقدره وقدر أبيه، وقعدنا لذلك حتى صدق لك فيه، فقال لهم معاوية: إني أخاف أن
يقلّدكم قلائد يبقى عليكم عارها حتى تدخلكم قبوركم، والله ما رأيته قط إلا كرهت
جنابه، وهبت عتابه، وإني إن بعثت إليه لأنصفتُه منكم، قال عمرو بن العاص: أتخاف أن
يتسامى باطلُه على حقنا، ومرضُه على صحتنا؟، قال: لا، قال: فابعث إذاً إليه.
فقال عتبة: هذا رأي لا
أعرفه، والله ماتستطيعون أن تلقوه بأكثر ولا أعظم مما في