ويؤيدها ما ورد من
الروايات حول مدينة قم، والأدوار المناطة بها، ومنها ما روي عن الإمام الصادق أنه قال:(إنما سمي قم لأن أهله يجتمعون مع قائم آل محمد a ويقومون معه، ويستقيمون عليه وينصرونه)[2]
وروي أن جماعة من أهل الري دخلوا عليه، وقالوا: نحن من أهل الري، فقال: مرحباً بإخواننا من أهل قم. فقالوا: نحن من أهل الري، فقال: مرحباً بإخواننا من
أهل قم. فقالوا: نحن من أهل الري. فأعاد الكلام! قالوا ذلك مراراً وأجابهم بمثل ما
أجاب به أولاً، فقال: (إن لله حرماً وهو مكة وإن لرسوله حرماً وهو المدينة، وإن
لأميرالمؤمنين حرماً وهو الكوفة، وإن لنا حرماً وهو بلدة قم، وستدفن فيها امرأة من
أولادي تسمى فاطمة، فمن زارها وجبت له الجنة)، قال الراوي: وكان هذا الكلام منه
قبل أن يولد الكاظم[3].
وقال: (إن الله احتج بالكوفة على سائر البلاد، وبالمؤمنين من أهلها على غيرهم من أهل البلاد، واحتج ببلدة قم على سائر البلاد، وبأهلها على جميع أهل المشرق والمغرب من الجن والإنس، ولم يَدَع قم وأهله مستضعفاً بل وفقهم وأيدهم)،
ثم قال: (سيأتي زمان تكون بلدة قم وأهلها حجة على الخلائق، وذلك في زمان غيبة
قائمنا إلى ظهوره، ولولا ذلك لساخت الأرض بأهلها. وإن الملائكة لتدفع البلايا عن
قم وأهله، وما قصده جبار بسوء إلا قصمه قاصم الجبارين، وشغله عنه بداهية أو مصيبة
أو عدو، ويُنسي الله الجبارين في دولتهم ذكر قم وأهله،
كما نسوا ذكر الله)[4]