أما العقل والفطرة السليمة؛ فيدلان على ذلك أيضا، ذلك أن من مقتضيات
الحرص والعناية ألا يترك العاقل من كُلف برعايتهم من دون أن يوفر لهم من النصائح
ما يسد عليهم كل أبواب الفتنة والتنازع والاختلاف.
ولهذا كان رسول الله a
حريصا على تعيين القادة في كل معركة من المعارك، مثلما حصل في غزوة مؤتة، والتي
يعلم خطرها؛ فلذلك لم يكتف بتعيين قائد واحد، وإنما عين ثلاثة قادة، بحيث إذا
استشهد أحدهم لم يختلف المسلمون فيمن يولونه عليهم.
ولهذا؛ فإن الأحاديث التي تدل على اعتبار الإمام علي أول أئمة الهدى،
وسيدهم، أدلة مقبولة عقلا ونقلا، وهي وحدها كافية في تحديد سائر الأئمة بعده، ذلك
أن كل إمام يمكنه أن يختار من يخلفه من بعده.. ولو أن الأحاديث الصحيحة أشارت إلى
إمامة الحسنين كما سنرى.
بناء على هذا سنذكر في هذا المبحث أمرين:
1. الأحاديث التي تشير إلى اهتمام رسول الله a بالإمام علي، ودلالة الأمة عليه، إما عبر الوصية المباشرة
باستخلافه وولايته، أو عبر ذكر مناقبه، والتي تشير إلى كونه الأولى بإمامة الأمة
بعده.
2. الأحاديث التي تشير إلى أهليته للإمامة والقيادة، بحسب الرؤية
القرآنية لذلك.
1 ـ الوصية بالإمامة:
أ ـ ما ورد في التصريح
بإمامته:
وهي أحاديث كثيرة، وواضحة الدلالة في كون المقصود منها تنبيه الأمة إلى
ضرورة
نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 60