نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 62
الجموع الكثيرة قائلا: (أيّها
النّاس، من أولى النّاس بالمؤمنين من أنفسهم؟)، فأجابوا: الله ورسوله أعلم.
فقال a: (إنّ
الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فمن كنت مولاه
فعليّ مولاه)
وكرر ذلك وأكده، ثم ختمه بقوله: (اللهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه،
وأحبّ من أحبّه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحقّ معه
حيث دار، ألا فليبلّغ الشّاهد الغائب)[1]
وهذا الحديث واضح لكل عاقل، ذلك أن
رسول الله a لم يوقف تلك
الجموع الكثيرة، وفي ذلك الحر الشديد، إلا ليخبرهم خبرا مهما، أو يوصيهم وصية
بليغة ترتبط بحياتهم ودينهم، وتلك الوصية هي ما عبر عنه بولاية الإمام علي، وهي
تشمل كل ما تدل عليه كلمة الولاية من معان، وأولها التبعية والطاعة والنصرة،
والمحبة والمودة.
أي أنه a دعاهم إلى التعامل مع الإمام علي، بنفس المنهج الذي يتعاملون معه،
أي أنهم يأخذون الدين عنه، ويكتفون بما يذكره لهم، ويستندون إليه في كل شيء.
لكن الحديث مع صحته ووضوحه تعرض
للكثير من التأويلات التي تصرفه عن معناه، وتحول منه إلى كلام عام عاطفي لا جدوى له
في الحياة، ولا مبرر لتجميع كل تلك
[1]
الشطر الأول من الحديث ـ كما ينص المحدثون ـ: متواتر، نص على تواتره عدد من
الحفاظ، وأما الزيادة الواردة في الحديث، وهي قوله a: (اللهم وال من والاه،وعاد من عاداه) فهي
صحيحة، وقد وردت عن عدد من الصحابة، وصححها عدد من الحفاظ من رواية أنس بن مالك،
وأبي سعيد الخدري، وزيد بن أرقم، وسعد بن أبي وقاص. وقد خصص الحافظ ابن عقدة لها
مصنفا مستقل، استوعب فيه طرقها، ومثله السيد أحمد بن الصديق الغماري في: (الإعلام
بطرق المتواتر من حديثه عليه السلام)، بل إن الإمام أحمد نفسه ذكر في (الفضائل)،
والنسائي في (الخصائص)، وابن الجزري في (المناقب)، والهيثمي في (المجمع) روايات
كثيرة في الدلالة عليه وعلى معناه.
نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 62