نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 86
وهي أحاديث كثيرة يوصي فيها رسول
الله a باتباع سبطيه الحسن والحسين،
باعتبارهما إمامين من أئمة الهدى، تتعلق بهما نجاة الأمة من الفتن التي تنتظرها.
وقد حصل ذلك بالفعل، فقد كانا أول
من قاوم الاستبداد والتحريف الذي سنه بنو أمية، وحولوه دينا، ولكن للأسف لم يجدا
من الأنصار والأعوان من يساندهما في أداء ما كلفا به، لأن الجماهير كانت تتصور أن
تلك الأحاديث مرتبطة بالعاطفة المجردة، لا بالوظائف الدينية والحياتية المرتبطة
بهما، ومن تلك الأحاديث:
1 ـ ما ورد من الأحاديث
الدالة على كونهما منه، أو كونه منهما:
وهي تشير إلى العلاقة
التي تجمع رسول الله a بهما، وهي أنهما يمثلان رسول الله a أصدق تمثيل لأنهما
منه، وبكل أجزائه وجوانبه، وبلاغة رسول الله a أعظم من أن تريد بذلك النسبة الطينية، فهي
نسبة معروفة، لا يحتاج رسول الله a أن يذكرها أو يؤكدها.
وبما أن رسول الله a هو الممثل الحقيقي
للدين، وهو القرآن الناطق، وهو الذي لا ينطق عن الهوى، وهو الذي لا يتحرك حركة إلا
وفق مرضاة الله؛ فإن من ضرورات تلك النسبة أن يكون لهما كل تلك الأوصاف، لأنه
يستحيل أن يكونا منه، ثم يكونان بعد ذلك مخالفين له، وإلا لم يصدق ذلك الوصف عليهما.
وبذلك فإن رسول الله a في هذه الأحاديث
لم يكن يخاطبهما، وإنما كان يخاطب الأمة جميعا، ويخبرها أنهما يحملان نسخة أصلية
من الدين الأقوم، وأنه في حال غيابه، أو في حال الحاجة، أو في حال اختلاط الملل
والنحل، يمكن العودة إليهما لتجنب الدين المزيف الأعوج الذي يريد الشيطان أن يجر
إليه هذه الأمة، مثلما فعل مع سائر الأمم.
وأما الجزء الثاني من هذه
الأحاديث، وهو اعتبار رسول الله a نفسه منهما؛ فيحمل دلالات كثيرة وعميقة، منها أنهما
امتداد لرسول الله a، فالإمامة امتداد للنبوة، وللقيم التي
نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 86