نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 92
وليس عليه لأجل تحقيق ذلك سوى الإكثار من الذرية.
وربما يكون رسول الله a ذكر السبطية بدل
الأمة، لأنهما تابعان لرسول الله a، ومتمثلان بالهدي الذي جاء به، وهما بذلك يكونان
كالمرآة الصافية التي تعكس هديه a، أو كالصراط المستقيم الذي يوضح منهجه النظري،
ليحوله إلى واقع عملي، ومن تلك الأحاديث:
[الحديث: 150] عن يعلى بن مرة أن رسول الله aقال: (الحسن والحسين سبطان
من الأسباط)[1]
[الحديث: 151] عن يعلى العامري أنه خرج مع رسول الله a إلى طعام دعي إليه، فإذا
حسين مع غلمان يلعب في طريق فاستهوى رسول الله a أمام القوم، ثم بسط يده، وانطلق الصبي
بعدها هنا مرة، وها هنا مرة، وجعل رسول الله a يضاحكه، حتى أخذه رسول الله aفجعل إحدى يديه تحت ذقنه،
والأخرى تحت قفاه، ثم أقام رأسه فقبله فقال: (حسين مني وأنا من حسين، رحم الله من أحب
حسينا، حسين سبط من الأسباط)[2]
4 ـ ما ورد من الأحاديث
الدالة على كونهما سيدي شباب أهل الجنة:
وهي تتجاوز البشارة الغيبية
المرتبطة بالآخرة، لتدل على بشارة أخرى ترتبط بالدنيا، وهي مضمنة في كلمة [السيد]
والتي تعني في اللغة العربية الاتباع [3]، أي أنهما سيدان أي مُتبعان، يتبعهما شباب أهل
الجنة.. وهو بشارة من رسول الله a لمن يتخذ هذين الإمامين الجليلين سيدين له
بالجنة، وهو يدل على صوابية ذلك الاتباع، وكونه أشرف وأرقى أنواع
[1]
رواه الطبراني في (الكبير) وأبو نعيم وابن عساكر، سبل الهدي والرشاد (11/57)
[2]
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، سبل الهدي والرشاد (11/71)