نام کتاب : الأنبياء والهدي المقدس نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 118
به فبل التراب حتى عاد طينا لازبا.. ثم
قال للملائكة: ﴿ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71)فَإِذَا
سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ﴾ [ص:
71، 72]، فخلقه الله بيده لئلا يتكبر إبليس عنه، فخلقه بشرا، فكان جسدا من طين
أربعين سنة من مقدار يوم الجمعة، فمرت به الملائكة ففزعوا منه لما رأوه، وكان
أشدهم منه فزعا إبليس، فكان يمر به فيضربه، فيصوت الجسد كما يصوت الفخار يكون له
صلصلة، فذلك حين يقول: ﴿مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ﴾ [الرحمن: 14]،
ويقول: لامر ماخلقت، ودخل من فيه وخرج من دبره، وقال للملائكة: لا ترهبوا من هذا
فإن ربكم صمدٌ وهذا أجوف، لئن سلطت عليه لأهلكنه.. فلما بلغ الحين الذي يريد الله
عز وجل أن ينفخ فيه الروح، قال للملائكة: إذا نفخت فيه من روحي فاسجدوا له، فلما
نفخ فيه الروح فدخل الروح في رأسه عطس، فقالت الملائكة قل: الحمد لله، فقال: الحمد
لله، فقال له الله: رحمك ربك، فلما دخلت الروح في عينيه نظر إلى ثمار الجنة، فلما
دخلت الروح في جوفه اشتهى الطعام، فوثب قبل أن تبلغ الروح إلى رجليه عجلان إلى
ثمار الجنة، وذلك حين يقول الله تعالى: ﴿خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ﴾
[الأنبياء: 37،] ﴿فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30)إِلَّا
إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ﴾ [الحجر: 30، 31])[1]إلى آخر القصة الطويلة.
ومن تلك الأحاديث والآثار ما يتناقض مع الأدلة التاريخية، وخاصة من علم الآثار؛ فتلك الروايات تذكر أن تاريخ البشرية جميعا من مبتدئه إلى منتهاه لا يتعدى سبعة آلاف سنة، كما عبر
عن ذلك أبو الحسن الماوردي (المتوفى: 450هـ)بقوله ـ تحت عنوان [الباب الخامس في
مدة العالم وعدة الرسل] ـ: (مدة الدنيا من ابتداء خلق العالم إلى انقضائه