نام کتاب : الأنبياء والهدي المقدس نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 173
فيها مجيء جبريل - عليه السلام - لنبينا a،
وبه تبين أن فقأ العين هنا هو على ظاهره، وأنه وقع في الصورة البشرية التي جاء ملك
الموت عليها، وهو ممكن غير متعذر إلا في الصورة الملكية الأصلية النورانية البعيدة
عن ذلك، إذ لم يعهد مجيء الملائكة للبشر فيها. أما رؤية نبينا a
لجبريل على صورته الأصلية في السماء مرة، وبين السماء
والأرض أخرى، فهي خارجة عن مجيء الملك الذي عليه مدار الحديث هنا، وبمجموع هذا
الذي قررناه يكون قد حل استشكال صك موسى لعين الملك، وحصول فقء عين الملك من أثره)[1]
ثم فسر دوافع موسى عليه السلام لفقء عين
ملك الموت، فقال: (وعلى هذا فإن موسى لما رأى رجلا لا يعرفه قد دخل عليه بغتة،
وقال ما قال، حمله حب الحياة على الاستعجال بدفعه، ولولا شدة حب الحياة لتأنى
وقال: من أنت وما شأنك؟ ونحو ذلك، ووقوع الصكة وتأثيرها كان على ذاك الجسد العارض،
ولم ينل الملك بأس. فأما قوله في القصة: (فرد الله عليه عينه)، فحاصله: أن الله
تعالى أعاد تمثيل الملك في ذاك الجسد المادي سليما، حتى إذا رآه موسى قد عاد سليما
مع قرب الوقت، عرف لأول وهلة خطأه أول مرة)[2]
أما مسألة القصاص بين موسى عليه السلام
وملك الموت، وكيف لم يطلب الملاك القصاص من موسى عليه السلام، فقد أجابوا عليها
بقولهم: (ومن قال: إن الله لم يقتص لملك الموت من موسى، فهذا دليل على جهله، ومن
أخبره أن بين الملائكة وبين الآدميين قصاص؟! ومن قال: إن ملك الموت طلب القصاص من
موسى، فلم يقاصصه الله منه،