نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 156
الإسلام أو يرفع
المسلمين. وهذا تاريخهم الماضي الملحود، وتاريخهم الحاضر المشهود يسجلان عليهم
أنهم أعوان على هذه الأمة للدهر، وحلفاء عليها للفقر، وإِلْبٌ على دينها مع
التبشير بالكفر، وانهم هم الذين أَمَاتُوا رهبة الإسلام ونخوة الإسلام بخضوعهم
واستسْلامهم، كما أمَاتُوا حقائقه بأساطيرهم وأوهامهم، وأنهم مردوا على الملق
والمداهنة المزرية بشرف الإسلام في المواقف التي تسمو عن المجاملة وتقتضي نهاية
الصدق في المعاملة)[1]
إلى آخر تلك الأوصاف الكثيرة التي اعتبرها الإبراهيمي السبب في كل تلك السلوكات التي يمارسها
رجال الطرق الصوفية، والتي يراها بدعة وضلالة وكفرا.
وما ذكره ربما يكون صحيحا من جهة انطباقه على بعض
رجال الطرق أو حتى مشايخها، أما تعميم ذلك، فيحتاج إلى فراسة أعظم من الفراسة التي
تفرس بها، ذلك أن الطرق كما عرفنا في الفصل الأول، وكما يشهد التاريخ كان لهم
أثرهم الفاعل في جميع أنواع المقاومات العسكرية والدينية والثقافية، وغير ذلك.
ونحن لا نريد أن نناقش هنا هذا، وإنما نريد أن ننبه
إلى أن الجمعية كانت تعرف جيدا أن للأسباب النفسية تأثيرها الكبير في جميع
الانحرافات الحاصة في الطرق الصوفية.
ولكن الذي لم تنتبه له -
للأسف - هو سلوكها النفسي تجاه المخالفين لها من رجال الطرق الصوفية، وكيف كانت
تنظر إليهم بنوع من التعالي والاحتقار، لأنهم ليس لهم من الفصاحة ما كان لرجال
الجمعية، أو لأن شيخهم كان – كما يذكر الزاهري – (تاجرا يبيع الأحذية،
ويصنعها فأفلس احتيالا وأكل أموال الناس، ثم ارتاد تجارة كلها ربح، ورأس ماله فيها
النصب والاحتيال، يحتال على الفقراء المساكين، فيسلب أموالهم، ويستغل أبدانهم