نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 155
واستمالة وجوه الناس هي
منبع جميع الأخلاق المذمومة عند الله المحمودة عند عدو الله إبليس، ونسبتها إلى
الفواحش الباطنة من الكبر والعجب والحسد والمنافسة وتزكية النفس وحب الجاه وغيرها
كنسبة شرب الخمر إلى الفواحش الظاهرة من الزنا والقذف والقتل والسرقة، وكما أن الذي
خير بين الشرب والفواحش وسائر الفواحش استصغر الشرب فأقدم عليه فدعاه ذلك إلى
ارتكاب بقية الفواحش في سكره فكذلك من غلب عليه حب الإفحام والغلبة في المناظرة
وطلب الجاه والمباهاة دعاه ذلك إلى إضمار الخبائث كلها في النفس وهيج فيه جميع
الأخلاق المذمومة)[1]
وللأسف فإن هذا الكلام مع شدته صحيح إلى حد بعيد،
فالذي حصل بين الجمعية في ذلك اليوم المشؤوم، وما حصل بعده من نتائج خطيرة زادت
المجتمع الجزائري تفكيكا يعود في نصيب كبير منه إلى تلك الآفات الباطنة في نفوس كل
من رجال الجمعية ورجال الطرق الصوفية.
وقد كفانا رجال الجمعية
البحث عن الأسباب النفسية لرجال الطرق النفسية، حين ذكر الإبراهيمي هذا فقال:( ولقد تفرسنا
فيهم – في الطرق الصوفية-
فصحَّت الفراسة، وبلَوْناهم فصدق الابتلاء، وجرَّبْناهم فكشفت التجربة على أنهم لا
يعرفون الأمة إلا في مواقف الاستعباد وابتزاز الأموال، فإذا مَسَّها الضر وتنكَّر
لها الدهر تنكَّروا لها وتجاهَلُوها، وإن علاقتهم بالأمة علاقة السيد بعبده
والمالك لمملوكه لا علاقة المسلم بأخيه المسلم، يحب له ما يحب لنفسه، وأنهم مطايا
الاستعمار الذُّلُل وأيديه الباطشة؛ بل القنطرة التي هوَّنت عليه العبور، وانهم
كانوا ولا زالوا على خلاف ما وصف الله به عباده المؤمنين أعزة على الأمة أذلة على
المستعمرين والحكام المستبدين، وأن ليس في صحائفهم السوداء موقف يعز