نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 219
اعتبارهم في مرحلة من المراحل ضمن المتشددين، وفي
مرحلة أخرى ضمن المعتدلين، والعكس صحيح.
8 ــ أن ضابط الاعتدال هو قبول الآخر، أو التعامل
بلين معه، ولو في بعض المواقف، ومن خلال استقراء ما كتبه وما قام به كبار رجال
الجمعية وجدنا أن هذا الوصف ينطبق أحسن انطباق على شخصيتين من كبار أعضاء الجمعية
المؤسسين، وهما الشيخ عبد الحميد بن باديس، والشيخ أبو يعلى الزواوي، بالإضافة إلى هذا هناك شخصيات كثيرة
كالشيخ العيد، ومبروك التبسي وغيرهما، وهذه الشخصيات – كما ذكرنا – يمكن تصنيفها في إطار آخر، وهو التصوف الإصلاحي، فهم لا يتفقون مع
الجمعية إلا في مشروعها الإصلاحي، ويختلفون معها اختلافا جذريا في توجهها الفكري.
9 ــ عند مقارنة المواقف التي وقفها الشيخ عبد الحميد
بن باديس مع مواقف أكثر أعضاء من اطلعنا على
تراثهم من رجال الجمعية يمكن اعتباره أكثرهم اعتدالا، وأحسنهم أدبا مع المخالف، بل
رأينا أن الشيخ عبد الحميد بن باديس كان معرضا لضغوط من طرف المتشددين من
رجال الجمعية الكبار، والذين كان يحرص على إرضائهم، ولذلك كان يظهر أحيانا بصورة
المتشدد، فلذلك كانت لغته في الخطاب مع المخالف أكثر لينا بكثير من مثيلاتها من
سائر رجال الجمعية.
10 ــ لا يقل الشيخ أبو يعلى سعيد بن محمد الزواوي عن ابن باديس اعتدالا، فهو مع كونه يصرح كثيرا بكونه
سلفيا إلا أن السلفية التي يقصدها – على حسب
ما أرى – هي سلفية الإصلاح، والوقوف في وجه البدع والانحرافات
لا المنهج الاستئصالي الذي كان ينادي المتشددون من أعضاء الجمعية.
11 ــ يظهر من خلال مواقف وكتابات الشيخ الطيب العقبي أنه أكثر علماء الجمعية تشددا، بحيث لا
يجاريه في تشدده أحد، بل نرى أنه عدى بتشدده الكثير من أعضاء الجمعية،
نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 219