نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 222
الفصل
الثالث
وسائل التعامل بين الجمعية
والطرق الصوفية
مع التضييق الشديد الذي كان يمارسه الاستعمار على
الشعب الجزائري بطبقاته جميعا إلا أنا نجده قد وضع كثيرا من الفسحة للجمعية وللطرق
الصوفية لنشاطهما، وخاصة ما كان منه داخليا فيما بينهما.
وهذا ما أتاح لكل الطرفين أن يتحرك بحرية أكبر على
المستويات المختلفة، والذي تجلي في استعمالهما لكل الوسائل في ذلك الحين.
أما ما قد يتوهمه البعض تضييقا، فلا نراه كذلك، لأن
الذي يريد أن يضيق يقطع المدد من أصله، خاصة إن كان جهما غليظا مثل الاستعمار
الفرنسي، أما أن يغلق صحيفة في الصباح، ثم تخرج هي نفسها بعنوان مخالف في المساء،
فلا نعتبره تضييقا، بل نراه نوعا من الإشهار المجاني، لأن الشعب الجزائري كان يبغض
المستعمر، وكان بالتالي يبغض كل من يتوهم أنه يبغض الاستعمار.
ونحن لا نقول هذا تحكما، وإنما نقوله عن دراية وخبرة،
فأكثر تلك الصحف وأكثر تلك التنقلات لم تساهم لا في تثقيف الجزائري، ولا في
تربيته، ولا في تعليمه، ولا في توعيته، بل الكثير منها ما علمه إلا لغة الإقصاء
للآخر، ولغة الغلو والتشدد التي لم ننل من ثمارها بعده الاستقلال سوى الفرقة التي
مكنت للعلمانيين واللادينيين ليوجهوا المجتمع.
بناء على هذا، ومحاولة لإثباته، سندرس في هذا الفصل
الوسائل التي استعملها كلا الطرفين في التعامل مع الآخر ومواجهته.
وقد قسمنا الفصل – على حسب عنوانه- إلى مبحثين:
نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 222