نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 260
فقط، ولم يتغير فيها شيء عن سابقتها إلا في الشكل فقد
جعلت من الآية: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا} [الجاثية: 18] شعارا لها بدلا من الآية:
{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21]
وقد احتفظت بالمواد التي
احتوت عليها والخطة التي كانت تتبعها، والكتاب الذين كانوا يحررون فصولها، وبنفس
الأسلوب وبالنهج الإصلاحي نفسه، وهي بذلك قد حملت قرار تعطيلها في مقالها
الافتتاحي كما عبر عن ذلك الدكتور محمد ناصر[1].
وفعلا كان تعطيل هذه الجريدة بعد أمد قصير، إذ لم
يصدر منها سوى 17 عددا، وقد أوقفتها الإدارة الاستعمارية في 28 أوت سنة 1933 م أي
أنها لم تستمر في الحياة سوى أربعين يوما.
9 ــ الصراط السوي:
بعد توقيف صحيفة (الشريعة النبوية) أصدرت الجمعية في 11
سبتمبر 1933 م جريدتها الثالثة تحت اسم (الصراط السوي) محتفظة بشعار سابقتها
الشريعة، إلا أنها تم توقيفها هي الأخرى من طرف الإدارة بعد ثلاثة أشهر فقط من
صدورها وذلك في شهر يناير سنة 1934 م.
وقد نقلت الشريعة في
مقالها الافتتاحي لعددها الأول تصريحا للوالي العام الذي تملص من مسؤولية العراقيل
الإدارية، ولعله جعل ذلك تحت ضغط برقيات الاحتجاج والتنديد التي وجهتها جمعية
العلماء إلى السلطات الحاكمة المسؤولة في كل من الجزائر وفرنسا من مسلكها المتعسف
تجاه جمعية دينية تهذيبية[2].
وقد علق ابن باديس على هذا التصريح مؤكدا
على تصميم الجمعية على الصمود أمام