نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 31
عليكم أن تجربوا ليتكلف
ثلاثة منكم بالبحث عن محل لائق محترم وفسيح وليتعهد جماعة منكم أو كلكم ببذل المال
الكافي من أجل الإيجار والتأثيث ودفع التكاليف الأولى ثم لتعينّ لجنة لتحرير قانون
أساسي يعرض على الاجتماع العام عند عقده)[1]
وهكذا تأسس النادي، وكان خير مثال على الإصلاح الشامل
الذي استطاع أن يجمع الجزائريين بمختلف مشاربهم وتوجهاتهم الفكرية، ولو أن الأمر
استمر على ذلك النهج لكان واقع جمعية العلماء المسلمين الجزائريين مختلفا كثيرا عن
الواقع الذي آلت إليه، والذي أدخلها في صراعات داخلية كثيرة شغلتها عن دورها الإصلاحي
الأساسي الذي هو الحفاظ على الهوية، والوقوف في وجه المستعمر.
2 ــ عبد الحميد بن
باديس:
لاشك في اعتبار الشيخ عبد الحميد بن باديس هو صاحب الفكرة الحقيقي عند أكثر
المؤرخين، وخاصة من الموالين للجمعية، أو من الذين اقتصروا في مصادرهم على ما
تورده الجمعية متلقين له تلقي المسلِّم.
ولعل خير من دافع عن هذا
الرأي وأكده (محمد خير الدين)، وهو من أشد المقربين
إلى الشيخين عبد الحميد بن باديس والبشير الإبراهيمي[2]، فهو ينفي بقوة أن تكون فكرة تأسيس
[1] أحمد توفيق المدني، مذكرات حياة كفاح 1925/1954م، ج2 ( ش. و. ن. ت، الجزائر 1977) ص111.
[2] لقد كان الإمام
ابن باديس يعتز كثيرا بالشيخ خير الدين، فأثناء تجديد المجلس الإداري عام
1938 م، وأثناء التعريف بأعضائها قال: (و ثالثهم الشيخ محمد خير الدين عميد الحركة الإصلاحية في بسكرة وضواحيها وهو- من بين إخوانه -
ممتاز بحسن التدبير التجاري والفلاحي، الذي قلّ أن لا يعود عليه بالأرباح لكنه
كثيرا ما ترك ذلك في سبيل خدمة الجمعية بذلك التدبير، وهو مراقب الجمعية العام)
(محمد خير الدين، المذكرات،ص 294. أنظر أيضا: عبد الحميد بن باديس: (المجلس الإداري لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين) ،جريدة
البصائر، العدد 28 ،137 أكتوبر 1938 ،ص2)، ومثله الشيخ الإبراهيمي الرجل الثاني، فقد كان يعتمد عليه كثيرا، وكان ينشد دائما قوله:
الدين خير كله وأنا أرى
=من خير هذا الدين (خير الدين)
(محمد خير الدين:المصدر نفسه، ص 231)
نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 31