نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 34
ثلاثة الأشهر التي
أقامها بالمدينة المنوّرة.. كانت هذه الأسمار المتواصلة كلها تدبيرًا للوسائل التي
تنهض بها الجزائر، ووضع البرامج المفصّلة لتلك النهضات الشاملة التي كانت كلها
صورًا ذهنية تتراءى في مخيلتينا، وصحبها من حسن النيّة وتوفيق الله ما حقّقها في
الخارج بعد بضع عشرة سنة، وأشهد الله على أن تلك الليالي من سنة 1913 ميلادية هي
التي وضعت فيها الأسس الأولى لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي لم تبرز
للوجود إلا في سنة 1931)[1]
ثم يذكر الشيخ محمد
البشير الإبراهيمي كيف رجع الشيخ عبد
الحميد بن باديس إلى الجزائر، والخطوات
التي قام بها لتنفيذ ما اتفقا عليه، فقال: (وشرع الشيخ بعد رجوعه من أول يوم في
تنفيذ الخطوة الأولى من البرنامج الذي اتفقنا عليه، ففتح صفوفًا لتعليم العلم،
واحتكر مسجدًا جامعًا من مساجد قسنطينة لإلقاء دروس التفسير، وكان إمامًا فيه،
دقيق الفهم لأسرار كتاب الله، فما كاد يشرع في ذلك ويتسامع الناس به حتى انهال
عليه طلاب العلم من الجبال والسهول إلى أن ضاقت بهم المدينة، وأعانه على تنظيمهم
وإيوائهم وإطعام المحاويج منهم جماعة من أهل الخير ومحبّي العلم، فقويت بهم
عزيمته) [2]
ثم يذكر الثمار التي
جناها الشيخ عبد الحميد بن باديس بعد سنوات من ذلك الجهد
التعليمي والتربوي، والذي كان نواة لتحقيق ما اتفقا عليه، فقال: (ورأيت بعيني
النتائج التي حصل عليها أبناء الشعب الجزائري في بضع سنوات من تعليم ابن باديس، واعتقدت من ذلك اليوم
أن هذه الحركة العلمية المباركة لها ما بعدها، وأن هذه الخطوة المسدّدة التي خطاها
ابن باديس هي حجر الأساس في نهضة
عربية في الجزائر، وأن هذه المجموعة من التلاميذ التي تناهز الألف هي الكتيبة
الأولى من جند الجزائر، ولمست بيدي آثار الإخلاص