نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 35
في أعمال الرجال، ورأيت
شبانًا ممن تخرّجوا على يد هذا الرجل وقد أصبحوا ينظمون الشعر العربي بلغة فصيحة
وتركيب عربي حرّ، ومعان بليغة، وموضوعات منتزعة من صميم حياة الأمّة، وأوصاف رائعة
في المجتمع الجزائري، وتشريح لأدوائه، ورأيت جماعة أخرى من أولئك التلامذة وقد
أصبحوا يحبرون المقالات البديعة في الصحف، فلا يقصرون عن أمثالهم من إخوانهم في
الشرق العربي، وآخرون يعتلون المنابر فيحاضرون في الموضوعات الدينية والاجتماعية،
فيرتجلون القول المؤثّر، والوصف الجامع، ويصفون الدواء الشافي بالقول البليغ)[1]
ثم يذكر مؤازرته لابن
باديس في التحضير لتأسيس
الجمعية، فقال: (وحللت بلدي وبدأت من أول يوم في العمل الذي يؤازر عمل أخي ابن
باديس... بدأت أولًا بعقد
الندوات العلمية للطلبة، والدروس الدينية للجماعات القليلة، فلما تهيّأت الفرصة
انتقلت إلى إلقاء الدروس المنظّمة للتلامذة الملازمين، ثم تدرّجت لإلقاء المحاضرات
التاريخية والعلمية على الجماهير الحاشدة في المدن العامرة والقرى الآهلة، وإلقاء دروس
في الوعظ والإرشاد الديني كل جمعة في بلد، ثم لما تمّ استعداد الجمهور الذي هزّته
صيحاتي إلى العلم، أسّست مدرسة صغيرة لتنشئة طائفة من الشبان نشأة خاصة وتمرينهم
على الخطابة والكتابة وقيادة الجماهير بعد تزويدهم بالغذاء الضروري من العلم)
[2]
بهذا التأريخ الذي ذكره الإبراهيمي يتبين لنا أن التاريخ الحقيقي لتأسيس
جمعية العلماء المسلمين الجزائريين انطلق من الفترة التي كان فيها ابن باديس والإبراهيمي بأرض الحجاز، وكان للفكرة ما
بعدها من الجهد العام والخاص لتوفير الأرضية الصالحة لاستقبال الجمعية ورعايتها.