نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 36
وهذا لا يعني أننا نرجح أن ابن باديس والإبراهيمي هما المؤسسان الحقيقيان
للجمعية، وإنما نرجح أن هناك شعورا بين طبقات من المثقفين الجزائريين من أصحاب
الاتجاه الإسلامي بضرورة تنظيم أنفسهم مثلما حصل بين تيارات أخرى في الجزائر.. أو
مثلما حصل خارج الجزائر من تنظيمات إسلامية.
3 ــ الطيب العقبي:
يعتبر الطيب العقبي من أكثر الأعضاء البارزين في الجمعية قبل
تأسيسها، بما كان يملكه من قدرات خطابية عالية، وبما كان يملكه من شخصية قوية
استطاع بها أن يقتحم محال كان من الصعب على العلماء اقتحامها، وهو يمثل – كما سنرى في محله – شخصية الداعية النجدي الوهابي، بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان، في
مقابل ابن باديس الذي كان يمثل دور محمد عبده ورشيد رضا وغيرهم من أصحاب المدرسة
التنويرية.
وقد أشار إلى هذا مالك
بن نبي عندما ذكر عن نفسه
تأثره الشديد بالشيخ العقبي وتفضيله عليه في شبابه
على الشيخ عبد الحميد بن باديس، فقال: (كان الشيخ
العقبي يبدو في ناظري بدويا
بينما يبدو الشيخ ابن باديس بلديا، وحين بدأت فيما
بعد معركة الإصلاح وكنت أحد المشتركين فيها، بقيت أحمل في أعماقي شيئا من التحفظ
تجاه ابن باديس وبعض الأسى لكون الشيخ
العقبي لا يقود تلك الحركة ولا
يرأس جمعية العلماء)[1]
وإلى اعتبار الطيب
العقبي هو المؤسس الحقيقي
للجمعية ذهب بعض الباحثين في تاريخ الجمعية[2]، ولعل ما يدل لهذا الرأى الوجيه الدور الكبير الذي لعبه
الشيخ العقبي في نادي الترقي قبل
تأسيس الجمعية.
[1] مالك بن نبي، مذكرات شاهد للقرن، دار الفكر، دمشق، سورية، 1984، 132.
[2] انظر: أحمد مريوش ;الشيخ
الطيب العقبي ودوره في الحركة الوطنية الجزائرية، مطبعة دار هومة الجزائر،2007،
ص 143.
نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 36