نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 357
خلاله إلى الإصلاح
الشامل للزوايا ومن يمثلها من الطرق الصوفية[1].
وكان يمكن للجمعية أن
تفرح بهذا، ولكنها للأسف لم تفعل، لأنها كانت تتصور أن في إصلاح الزوايا تقوية
لها، وفي قوتها يذهب نشاط الجمعية هدرا، فهل يمكن للطبيب أن يمارس وظيفته إن شفي جميع
المرضى؟
وبناء على هذه النظرة
التي لم يفصح عنها الإبراهيمي، ولكنها
تفوح بقوة من خلال كلماته صب جام غضبته وسخريته عليه، ولم يجد من وسيلة سوى
المقالة الأدبية التي رآها خير وسيلة لتحطيم عنفوان الرجل وقوته، لأن المقالة
العلمية تستدعي أدلة كثيرة، ووقتا طويلا، ولم يكن لدى الشيخ الإبراهيمي – وهو المستغرق
في الإصلاح وما يتطلبه من جهد- هذا الوقت ليضيعه في نقده.
وتبدأ سخرية الإبراهيمي من الرجل
من عنوان المقالة نفسها، فقد عنونها بـ (أفي كل حي... عبد الحي؟)[2]، وعنوان المقالة الثانية (عبد الحي الكتاني: ما هو؟
وما شأنه؟)[3]، وقد تعرض فيها لشخص الشيخ عبد الحي أكثر مما
تعرض فيها لفكره ومنهجه ودعوته، وهذا
[1] مما يدل على هذا ما ذكره
الإبراهيمي نفسه عندما قال: (.. بلغنا ما وقع في المؤتمر الثاني (مؤتمر
الزوايا) بالتفصيل أيضا، حتى أسماء الحاضرين والخطباء وما خطبوا، وأنهم تواردوا
على معان متقاربة في غايات الاجتماع الظاهرية وهي جمع الشمل وتجديد العهد وخدمة
العلم بالتعليم) آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي (3/ 20)
ولكنه كعادته – في استخدام منطق
المؤامرة – يعتبر أن هناك
أهدافا مبيتة غير هذه الأهداف، فقال: (وكان من كياسة الرئيسين الدائم والهائم (كان
هذا الاجتماع تحت رئاسة اثنين: الدائم مصطفى القاسمي، والهائم عبد الحي الكتاني) أن بالغا في إخفاء الغاية الحقيقية، حتى قام طالب مأجور يعدونه
من أتباع الأتباع، فذكر جمعية العلماء بوصفها القديم الذي كانوا ينبزونها به، وهو
أنها جمعية وهابية) (انظر: آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي (3/ 394)
[2] نشرت في العدد
31 من جريدة «البصائر»، 12 أفريل سنة 1948، وانظر: آثار الإمام محمد البشير
الإبراهيمي (3/ 391)
[3] انظر: آثار الإمام
محمد البشير الإبراهيمي (3/ 395)
نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 357