بل إن الأمر لم يقتصر على أبوي رسول الله a حتى عمه الذي يتفق المحدثون على صحة الأحاديث
الواردة في شأنه، وأنه لم يمت على الإيمان، ولكن الصوفية مع ذلك كتبوا الكتب
الكثيرة يصححون إيمانه[2].
وهكذا في المسائل الكثيرة.. والتي جعلت المحدثين
ينفرون منهم، ويعتبرونهم جهالا بعلم الحديث، وقد سبق أن ذكرنا نقد الشيخ العربي
التبسي لمحاوره حول استدلاله بالحسن البصري في
العهود، وهو ما ينفيه المحدثون.
والأخطر من ذلك كله هو تصحيح الحديث بالكشف، ومن ذلك
ما أورده الشعراني عن أبي المواهب الشاذلي قال: قابلت رسول الله a فسألته عن الحديث المشهور (اذكروا الله
حتى يقولوا مجنون)[3]، وفي صحيح بن حبان (أكثروا من ذكر الله حتى يقولوا مجنون)، فقال عليه الصلاة والسلام: صدق ابن
حبان في روايته, وصدق راوي (اذكروا الله) فاني قلتهما معاً, مرة قلت هذا, ومرة قلت
هذا)[4]
ومن ذلك ما ورد في (جواهر المعاني): (وسئل سيدنا – رضي الله عنه – عن مسائل منها
[1] السيوطي، الدرج المنيفة، ضمن مجموعة الرسائل السابقة، (ص 144 – 145)
[2] من الكتب المتداولة في
الزوايا حول إيمانه كتاب (أسنى المطالب في نجاة أبي طالب) للعلامة أحمد زيني دحلان، الفقيه الخطيب مفتي الشافعية (1232 - 1304 هـ)، وقد اختصر فيه كتاب
( بغية الطالب لإيمان أبي طالب) للعلامة محمد بن رسول البر زنجي، وأضاف عليه
مطالب مهمة، طبع بمصر سنة (1305 هـ)، وبعدها مكررا.
[3] الإحسان بترتيب صحيح ابن
حبان (2/93) حديث رقم (814) وأخرجه الحاكم في (المستدرك) 499/1 والإمام أحمد في
(المسند) 3/68 وابن عدي في الكامل (3/980)