نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 384
بل إن السيوطى فى رسالته (التعظيم والمنة في أن أبوي
الرسول في الجنة) يقدم الحديث الوارد في إحياء أم النبي a وهو باتفاق المحدثين من قسم الضعيف على الحديث
الوارد في البخاري، وقد علل ذلك بأنه من (الضعيف الذى
يتسامح بروايته في الفضائل خصوصا في مثل هذا الموطن)[1]
ومن عجيب ما استدل به السيوطي في هذه الرسالة أنه تأمل بالاستقراء فوجد
جميع أمهات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام مؤمنات فلا بد أن يكون أم النبي a كذلك، كأم إسحاق وإسماعيل ويعقوب وموسى
وهارون وعيسى[2].
بل إن السيوطي – كالصوفية جميعا- يذهب إلى أخطر من ذلك حين يقرر في رسالة (الدرج المنيفة
في الآباء الشريفة) على أن جميع أجداد النبي a مؤمنون وفي الجنة، ويستدل لذلك بما ورد في الحديث من
أن النبي a قال: (رأيت عمرو بن لحى الخزاعي يجر قصبه
في النار، وكان أول سيب السوائب)، وهو أول من غير
دين إبراهيم[3].
قال السيوطي معقبا على الحديث: (فثبت بهذا التقرير أن
أجداده a من إبراهيم عليه السلام إلى كعب بن لؤي وولده مرة
منصوص على إيمانهم ولم يختلف فى ذلك اثنان، وبقى بين مرة بن كعب وعبد المطلب أربعة
آباء هم : كلاب – وقصى – وعبد مناف – وهاشم،
[1] التعظيم
والمنة، ضمن مجموعة الرسائل فى تحقيق نجاة أبوى المصطفى صلى الله عليه وسلم، (ص
78)
[2] التعظيم
والمنة، ضمن مجموعة الرسائل فى تحقيق نجاة أبوى المصطفى صلى الله عليه وسلم (ص 99-
100)