نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 81
الترقي بالعاصمة، حيث قدم الشيخ ابن باديس بعض كبار الرجال الذين لهم أكبر الأثر في
بعث النهضة الجزائرية من جمعية العلماء، وذكر منهم الشيخ الفضيل الورتلاني والشيخ سعيد صالحي، ثم تقدم هو بنفسه،
وألقى خطابه الرسمي مقترحا أن يسمى هذا الاجتماع بعيد النهضة الجزائرية، ثم طلب
إلى زميله الطيب العقبي أن يقدم الشيخ عبد العزيز بن الشيخ
الهاشمي إلى الحاضرين، وكان لهذا التقديم مغزاه
العميق، فقد كان الشيخ عبد الحميد بن باديس يدرك الشدة التي كان يحملها العقبي على الطرقيين.
ثم أحيلت الكلمة إلى الشيخ عبد العزيز الذي أبدى
تأسفه لتأخره عن الانضواء تحت لواء الجمعية، ووعد بأنه سيبذل كل مجهوداته في خدمة
الإصلاح وتبرع لهم بمبلغ خمسة وعشرين ألف فرنك، وهو مبلغ هام في ذلك الوقت.
بعدها رتب الشيخ عبد
العزيز زيارة لوفد من جمعية العلماء بقيادة الشيخ عبد الحميد بن بادسي إلى الوادي
في شهر ديسمبر 1937 م[1].
وفي أواخر جانفي 1938 م
أعد الشيخ عبد العزيز الشريف زيارة للشيخ الفضيل
الورتلاني إلى وادي سوف، وهذا ردا
على الزيارة التي قام بها الشيخ محمد الحافظ التيجاني المصري قصد إلقاء دروس
بمنطقة سوف بدعوة من شيوخ الطريقة التيجانية كرد فعل على زيارة وفد جمعية العلماء
المسلمين الجزائريين للمنطقة، وقد كانت الزيارة التي قام بها الشيخ الورتلاني بعد زيارته لبسكرة، حيث
كانت يوم الثلاثاء 23 ذي القعدة 1356 ه / 25 جانفي 1938 م، ليبقى مدة يومين في
ضيافة الشيخ عبد العزيز الشريف[2].
وقد كان الشيخ الورتلاني يتقد حماسا بمواقفه الصريحة ونقده
اللاذع، فكان لهذه الزيارة الصدى الواسع عند الناس لما طرحته من مواضيع ساخنة
أغضبت الحاكم العام الفرنسي