نام کتاب : دلائل النبوة الخاصة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 10
امتلأت به نفوسهم منعهم من ذلك.
والله تعالى يحكي هذا عن الأمم السالفة، كما قال قوم شعيب له: ﴿
فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴾
[الشعراء: 187]، وقال هؤلاء: ﴿اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ
مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا
بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ [الأنفال: 32]
وقد كان في رسول الله a من الرحمة ما منعه أن يسأل الله عذابهم، بل كان حريصا عليهم حزينا
على كفرهم، ولذلك لما عرض عليه تعذيبهم أبى ذلك؛ ففي الحديث الذي ذكر فيه رسول
الله a ما لقيه من أهل الطائف: (فإذا أنا
بسحابة قد أظَلَّتْني، فنظرت فإذا فيها جبريل، عليه السلام، فناداني، فقال: إن
الله قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث إليك مَلَك الجبال لتأمره بما
شئت فيهم، فناداني مَلَك الجبال وسلم علي، ثم قال: يا محمد، إن الله قد سمع قول
قومك لك، وقد بعثني ربك إليك، لتأمرني بأمرك، فما شئت؟ إن شئت أطبقت عليهم
الأخشبين)، فقال رسول الله a: (بل
أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله، لا يشرك به شيئا) [1]، فقد عرض عليه عذابهم
واستئصالهم، فاستأنى بهم، وسأل لهم التأخير، لعل الله أن يخرج من أصلابهم من لا
يشرك به شيئا.
فالآية الكريمة تنص على أن الكفار ﴿أَقْسَمُوا بِاللّهِ جَهْدَ
أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءتْهُمْ آيَةٌ﴾ من مقترحاتهم أو الآية التي
يختارونها ﴿لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا﴾
وقد أمر الله تعالى نبيه a بأن يرد عليهم بقوله ﴿إِنَّمَا الآيَاتُ عِندَ اللّهِ﴾،
فهو وحده القادر عليها، والذي يظهر منها ما يشاء.