نام کتاب : دلائل النبوة الخاصة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 9
أن ﴿مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ﴾ المراد به الآيات والخوارق
الحسية..
وذلك غير صحيح؛ فالاستعجال هو طلب تقدم شيء وعدوا به أو هددوا.. وبالرجوع
إلى القرآن الكريم نجد الكفار الذي قاموا بفعل الاستعجال، استعجلوا النبي a في أمرين.. أحدهما القيامة، فقد
كانوا يكذبون بها أشد تكذيب، ولذلك كانوا يستعجلون حضورها، كما قال تعالى: ﴿وَيَقُولُونَ
مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (71) قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ
رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ﴾ [النمل: 71، 72]، وقال: ﴿وَيَقُولُونَ
مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (29) قُلْ لَكُمْ مِيعَادُ يَوْمٍ
لَا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ ﴾ [سبأ: 29، 30]
والثاني، فهو نزول العذاب بهم في الدنيا قبل القيامة، وهو ما تشير إليه
هذه الآية بدليل قوله: ﴿قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ
لَقُضِيَ الأمر بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ﴾ أي: لو كان مرجع ما تستعجلون به إلي،
لأوقعت بكم ما تستحقونه من ذلك.
وقد أشار إلى هذا المعنى آيات كثيرة من القرآن الكريم، فقد كان المشركون
لعتوهم يطلبون من رسول الله a
أن ينزل بهم العذاب الذي يتوعد الله به الكافرين، فالله تعالى يقول: ﴿قُلْ
أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا مَاذَا
يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ (50) أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ
آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (51) ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ
ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِمَا كُنْتُمْ
تَكْسِبُونَ﴾ [يونس: 50 - 52]
ويحكي الله تعالى عنهم استعجالهم العذاب، فيقول: ﴿وَإِذْ قَالُوا
اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا
حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [الأنفال:
32]، وهذا من جهلهم وعُتُوِّهم وعنادهم وشدة تكذيبهم، وقد كان الأولى لهم أن
يقولوا: (اللهم، إن كان هذا هو الحق من عندك، فاهدنا له، ووفقنا لاتباعه)، ولكن
الكبر الذي
نام کتاب : دلائل النبوة الخاصة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 9