وهذا المعنى نجده في كتب أهل الكتاب أنفسهم الذي يثيرون الشبه حول
المعجزات الحسية لرسول الله a،
ويتوهمون أنه لم يأت بأي أدلة غير القرآن الكريم؛ ففي إنجيل (مرقس:8/ 11 - 12):
(فخرج الفريسيون وابتدأوا يحاورونه طالبين منه آية من السماء لكي يجربوه. فتنهد
بروحه وقال لماذا يطلب هذا الجيل آية. الحق اقول لكم لن يعطى هذا الجيل آية)
وفي إنجيل (لوقا:23/ 8 - 12): (واما هيرودس فلما رأى يسوع فرح جدا لأنه
كان يريد من زمان طويل أن يراه لسماعه عنه أشياء كثيرة وترجى أن يرى آية تصنع منه.
وسأله بكلام كثير فلم يجبه بشيء. ووقف رؤساء الكهنة والكتبة يشتكون عليه باشتداد.
فاحتقره هيرودس مع عسكره واستهزأ به وألبسه لباسا لامعا ورده الى بيلاطس)
وهذا النص يظهر هنا للعيان أن المسيح ما أظهر ولو معجزة واحدة مع أنه كان
أنسب وقت لظهور معجزة، وقد كان هيرودس يترجى أن يرى منه معجزة واحدة، ولو رأى
هيرودس معجزة واحدة لوبخ اليهود، وما احتقر المسيح حينذاك، فهل هذا ينفي ظهور
المعجزات من المسيح؟