[الحديث: 449] قيل للإمام علي: إن نوحا صبر في ذات الله عز وجل، وأعذر قومه
إذ كذب؛ فهل أعطي نبيكم مثل هذا؟.. فقال: (لقد كان كذلك، ومحمد a صبر في ذات الله وأعذر
قومه إذ كذب وشرد وحصب بالحصى، وعلاه أبولهب بسلا شاة، فأوحى الله تبارك وتعالى
إلى ملك الجبال أن شق الجبال، وانته إلى أمر محمد a، فأتاه فقال له: إني قد امرت لك
بالطاعة فإن أمرت أطبقت عليهم الجبال فأهلكتهم بها، قال a: إنما بعثت رحمة رب اهد امتي فإنهم
لا يعلمون، ويحك يايهودي إن نوحا لما شاهد غرق قومه رق عليهم رقة القرابة، وأظهر
عليهم شفقة فقال: ﴿رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ
الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ﴾ [هود: 45]، فقال الله تبارك
اسمه: ﴿ يَانُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ
صَالِحٍ﴾ [هود: 46] أراد جل ذكره أن يسليه بذلك، ومحمد a لما علنت من قومه
المعاندة شهر عليهم سيف النقمة، ولم تدركه فيهم رقة القرابة، ولم ينظر إليهم بعين
مقة)[2]
[الحديث: 450] قيل للإمام علي: إن نوحا دعا ربه فهطلت له السماء بماء منهمر؛ فهل
أعطي نبيكم مثل هذا؟.. فقال: (لقد كان كذلك، وكانت دعوته دعوة غضب، ومحمد a هطلت له السماء بماء منهمر
رحمة إنه a لما هاجر إلى المدينة أتاه
أهلها في يوم جمعة فقالوا له: يا رسول الله احتبس القطر، واصفر العود، وتهافت الورق،
فرفع يده المباركة حتى رئي بياض إبطيه، وما ترى في السماء سحابة فما برح حتى سقاهم
الله، حتى أن الشاب المعجب بشبابه لتهمه نفسه في الرجوع إلى منزله، فما يقدر من
شدة السيل، فدام اسبوعا فأتوه في الجمعة الثانية فقالوا: يا رسول الله لقد تهدمت
الجدر، واحتبس الركب والسفر فضحك
[1]
الاحتجاج: 111 ـ 120، وهو جزء من حديث طويل يحتج فيه الإمام علي لنبوة رسول الله a.
[2]
الاحتجاج: 111 ـ 120، وهو جزء من حديث طويل يحتج فيه الإمام علي لنبوة رسول الله a.
نام کتاب : دلائل النبوة الخاصة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 168