وفي ذلك دلالة على إمكانية الحديث مع الحيوانات، وفهم كلامها..
أما الاعتراض بأن ذلك خاص بسليمان عليه السلام؛ فهو عجيب جدا، ذلك أن
التخصيص يحتاج إلى مخصص.. والعقل المحدود لا يكون مخصصا أبدا.
أما كيفية ذلك فهي مما لا تحتاج العقول المسلمة لربها إليها، ذلك أن قدرة
الله أعظم من أن تحصر أو يقترح عليها.. ولكن من باب التبسيط؛ فإن في قدرة الله
تعالى أن يترجم للآذان ما تريد أن تقوله تلك الحيوانات، أو غيرها من الجمادات، من
غير حاجة لنطقها.. ذلك أن النطق قد يستدعي أجهزة وأدوات خاصة لا تملكها تلك
الحيوانات.
فما المانع أن يحدث الله تعالى في آذان الحاضرين لتلك الأحداث تلك
الأصوات التي تترجم لهم ما تريده تلك الحيوانات أو الجمادات من المعاني حتى يترسخ
إيمانهم، ويكون ذلك دليلهم إلى النبوة؟
وهكذا يقال في كل أنواع الخوارق من تكثير الطعام والماء وإجابة الدعاء
والبركات المختلفة التي وردت الأدلة الكثيرة عليها.
وأحب أن أذكر هنا أنه ظهر في المسلمين وفي العصور الأخيرة من يستعجل
بإنكار كل ما ورد من الأحاديث في هذا الباب، بناء على توهمه مخالفتها للعقل، ولسنا
ندري أي عقل يقصدون.. هل العقل المادي الذي لا يؤمن بالله أصلا؟.. أم العقل
المؤمن، والذي يرى أن قدرة الله أعظم من أن تحد بأي حدود؟
وقد توهم هؤلاء معارضة تلك الأحاديث للقرآن الكريم مع أنها لا تتعرض لذلك
أصلا، بل إنه لا يمكن تفسير الكثير من الآيات ولا فهمها الفهم الصحيح البعيد عن
نام کتاب : دلائل النبوة الخاصة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 7