وربما إدخال ما
يرغبون إليها؛ فقد نقل لنا الطبري وغيره نصوصاً من كتاباته
إلى عبدالملك بن مروان الخليفة الأموي والذي كان مقربا إليه[1].
ولعل السبب الذي
قربه من الأمويين موقفه من الإمام علي، فقد كان من كبار المنحرفين عنه، وقد روى
جرير بن عبد الحميد عن محمد بن شيبة قال: شهدت مسجد المدينة؛ فإذا الزهري وعروة بن
الزبير جالسان يذكران عليا، فنالا منه، فبلغ ذلك علي بن الحسين، فجاء حتى وقف
عليهما، فقال: (أما أنت يا عروة فإن أبي حاكم أباك إلى الله فحكم لأبي على أبيك
وأما أنت يا زهري؛ فلو كنت أنا وأنت بمكة لأريتك كنّ (بيت) أبيك)[2]
بل هو نفسه أقر
بمداراته لبني أمية، وتعاونه معهم، فقد قال: أتيت عبد الله بن عمر بن الخطاب؛
فقلت له: يا أبا عبد الرحمن، إنا نجلس إلى أئمتنا هؤلاء، فيتكلمون بالكلام، نعلم
أن الحق غيره؛ فنصدقهم، ويقضون بالجور، فنقويهم، ونحسنه لهم؛ فكيف ترى في ذلك؟
فقال: (يا بن أخي، كنا مع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
نعد هذا النفاق؛ فلا أدري كيف هو عندكم)[3]
وهذا النص يقر
فيه عبد الله بن عمر بأن ذلك التصرف الذي قام به عروة من النفاق، وهو اتهام له،
لكن للأسف تُذكر هذه الرواية في كتب الحديث، ويُذكر معها الثناء العريض عليه، مع
كونه هو نفسه أقر بأنه يساند الظلمة في ظلمهم.
والمشكلة الأكبر
ليس في ذلك التقرب من الأمويين، وإنما في ظاهرة التدليس التي لا يمكن الجزم فيها
بمصدر الرواية، ولذلك يبدو في كتابه في المغازي كثير التدليس، قليل