ارتوى، فقال
له: أرويت؟ قال: نعم. قال: والله لا تشرب بعدها شربة إلا في نار جهنم)[1]
وللأسف، فإن
الكثير يعتبر المجرم الذي قام بهذه المجازر، وهو مسلم بن عقبة، من الصحابة الأجلاء
العدول الذين يحرم الحديث عنهم، ولسنا ندري كيف يكون من استباح فعل كل ذلك عادلا،
وأنه لا يتجرأ على الكذب على رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
وهو قد تجرأ على جميع موبقات الدنيا.
بعد كل هذه
الأدلة على مدى تدخل الفئة الباغية في تزوير السيرة النبوية لتنسجم مع الجرائم
التي قامت بها، نذكر هنا باختصار بعض كبار من دون في السير والمغازي؛ لنرى مدى
علاقتهم بالسلطات الأموية، بالإضافة لاتهامهم بالتدليس ونحوه.
1 ـ عروة بن الزبير:
هو عروة بن
الزبير بن العوام (23 هـ - 94
هـ)، وهو من كبار التابعين، وأحد فقهاء المدينة السبعة، وأحد المكثرين في الرواية
عن خالته عائشة، ومن الأوائل الذين حاولوا تدوين الحديث والسيرة، التي اعتمد عليها
من جاء بعدهم.
ولذلك كله حظي
بتوثيق من المحدثين على الرغم مما سنذكره عنه من صلته بالأمويين، بل تدخلهم في
رواياته؛ فقد قال عنه الواقدي: (كان عروة فقيهاً عالماً حافظاً ثبتاً حجة عالماً بالسير، وهو أول من صنف في المغازي)[2]، وقال فيه ابن كثير: (كان عروة فقيها عالما
حافظا ثبتا حجة عالما بالسير، وهو أول من صنف في المغازي)[3]
على الرغم من
ذلك كانت له صلة وثيقة ببني أمية، تدل على تدخلهم في رواياته،
[1] الكامل في التاريخ، أبو الحسن علي
بن أبي الكرم محمد بن محمد، عز الدين ابن الأثير، تحقيق: عمر عبد السلام تدمري،
دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان، الطبعة: الأولى، 1417هـ / 1997م، (3/ 217).
[2] نقلا عن:
البداية والنهاية، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي،
المحقق: علي شيري، دار إحياء التراث العربي، الطبعة: الأولى 1408، هـ ، 1988 م،
9/101.